للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحطان، ويلقب أبوها بالهدهاد.

وقال عكرمة: بِلْقِيس بنت شراحيل بن ذي جَدَن.

وقال قتادة: بلْقِيس لقب لها، واسمها: بلقمة بنت ذي شرح، وقيل: بنت الشيصبان، وقيل: اسمها ليلى.

وحكى أبو القاسم في "تاريخ دمشق" عن الحسن أنَّ سَبَأ مدينة باليمَن، وبِلْقِيس من حِميَر بنت شرحبيل، قال: وقال الحسن البصري أيضًا: أنَّ ملكة سبا اسمها ليلى.

وحكى أبو القاسم أيضًا في "تاريخه" أنَّ ذا القرنين مَلَكَ الأرض كلَّها إلا بلاد بِلْقِيس، وكان هو القرنين إذا أراد أنْ يحارب أهل مدينة لبس ثيابَ المساكين، ودخل المدينة فكشف عورتها قبل أنْ يقاتل أهلها. فأخبرت بلْقيس بذلك، فبعثت مَنْ صوَّر صورته في زيّ المساكين ثُمَّ جعلت تطعم المساكين في كلِّ يوم، فإذا أكلوا اعترضتهم واحدًا واحدًا إلى أنْ جاء ذو القَرنين فعرفته، فقالت: والله لا أفارقك إلا أن تكتب لي كتابَ أمانٍ على مُلكي، وإلا قتلتكَ. فكتبَ لها (١).

قلت: والعجب مِن أبي القاسم كيف يحكي مثل هذا، وذو القرنين كان في زمان الخليل ، وأين زمان الخليل من زمان سليمان، بينهما ألوف سنين.

ثم ذكر أبو القاسم أنَّ بلقِيس لم يَطُل عمرها وأنها ملكت سبع سنين، وهذا تناقض ظاهر.

وحكى المسعودي من هذا الجنس فقال: إن أبا بلْقِيس خرج يومًا يتصيد فرأى حيتين بيضاء وسوداء، فأمر بقتلهما فانتفضتا، فخرج رجل وامرأة وإذا بالمرأة ابنة الرجل فرآها جميلة، فزوَّجه أبوها إياها، فولدت بلْقيس (٢).

قال أبو القاسم في "تاريخ دمشق": سئل الحسن البصري عن قول النبي : "أحد أبوي بلقيس كان جنيًّا"، فأنكر ذلك وقال: إن المرأة من الجِنِّ لا تلد من الإنس (٣)، كأنه ضعَّف الحديث.


(١) انظر "تاريخ دمشق" ٦٩/ ٦٨.
(٢) "مروج الذهب" ٣/ ١٥٢.
(٣) "تاريخ دمشق" ٦٩/ ٦٧.