للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال الحافظ ابن عساكر:] ولاه المقتدر دمشقَ ومصرَ، وأقرَّه القاهر عليهما.

وكان جبَّارًا، وهو الذي أخرج (١) أبا الحسن الدِّينَوَري من مصر إلى القُدس.

ومات تكين [في هذه السنة] بمصر، فحُمل في تابوت إلى القدس على بغل، فعاد الدِّينوري على ذلك البغل إلى مصر، وسنذكر القصة في سنة ثلاثين وثلاث مئة إن شاء الله تعالى.

حدَّث تكين عن القاضي يوسف بن يعقوب وغيره (٢).

[فصل: وفيها توفيت]

شَغَب أمُّ المقتدر (٣)

كانت دَيِّنةً صالحةً متصدِّقةً، يرتفع لها في كلِّ عام من مَغَلِّها ألف ألف دينار فتتصدق بها، وتُخرج من عندها مثلَها.

وكانت تُعين الحاجَّ، وتبعثُ معهم بالأشربة والأطباء (٤)، ومَن يُصلح الحياضَ والبِرَك.

مرضت قبل أن يُقتل المقتدرُ، وأُخبِرت (٥) بأنَّه قُتل ولم يُدفَن، فجزعَت جزعًا شديدًا، وامتنعت من الأكل والشرب حتى كادت تَتْلَف، ثم ما زالوا بها حتى أكلت كِسْرةً بملح.

ثم دعاها القاهر فقرَّرها باللُّطف والتَّهديد، فحلفت أنَّه لا مال عندها، ولو كان عندها مالٌ لما أسلمت ولدها إلى القتل، فضربها بيده، وعلَّقها برِجل واحدةٍ في حبل البرَّادة وهي تقول له: اتَّق الله، أنا أمُّك في كتاب الله تعالى، وأنا خَلَّصْتُكَ من القتل وأحسنتُ إليك، وهو لا يَلتفتُ.


(١) في (ف م ١): أخذ.
(٢) بعدها في (ف م ١): رجعنا إلى الحديث في ذكر ابن مقلة لما أن احترقت داره ولمن يكتب بعث شعرًا العراق (كذا؟)، فكتب على حائطها أبيات: قل لابن مقلة … وقد سلف هذا كله في حوادث سنة (٣١٨ هـ).
(٣) صلة الطبري ١٥٥، وتكملته ٢٧٤، والمنتظم ١٣/ ٣٢١، والكامل ٨/ ٢٤٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٠٥.
(٤) في (خ): وتبعث معهم مالًا والأطباء، والمثبت من (ف م ١).
(٥) في (ف م ١): يقتل ابنها ثم أخبرت.