للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له من الولد: عبد الصَّمد، وأبو الفضل، وأبو القاسم، وعبد العزيز، وكانوا ولاةَ العهود.

واستوزر أبا علي بن مُقْلَة ثم عزله، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبيد الله ثم عزله عنها، واستوزر أحمد بن عبيد الله الخَصيبي، وسلب وزيره محمد بن القاسم واستصفاه، وكان محمد بن القاسم جَبَّارًا ظالمًا.

قال أبو الحسن بن أبي طاهر محمد بن الحسن كاتب الجيش: قبض محمد بن القاسم في أيام وزارته للقاهر عليَّ وعلى أبي، فكان يُخرجنا كلَّ يوم يُطالبنا بمال المُصادَرة، ويضربني بحضرة أبي، ولا يضرب أبي، فلَقِينا منه بلاءً وشدَّةً، فلمَّا كان بعد أيام قال لي أبي: إنَّ هؤلاء الموكَّلين بنا قد صارت لنا بهم حُرْمة، فتوصَّل إلى مُكاتَبة فلان الصَّيرفي حتى يُنفِذ لنا ثلاثة آلاف درهم نُفرِّقها فيهم ففعلت، واستدعيتُهم وقلت: قد وَجَب علينا حقُّكم، فخذوا هذه فانتفِعوا بها، فامتنعوا أشدَّ الامتناع وقالوا: نستحي أن نأخذَ منكم شيئًا، وقد بلغنا أمرٌ، قلت: وما هو؟ فامتنعوا، فقلت: لا بدَّ من ذكره، قالوا: قد عَزم الوزير الليلةَ على قتلكما، فيَقْبُح بنا أن نأخذَ منكما شيئًا.

فدخلت على أبي وعرَّفتُه فقال: ارْدُد إلى الصَّيرفي الدَّراهم.

وكان أبي صائمًا، فلم يُفطر تلك الليلة، واغتسل وتطهَّر ثم قال: اجلس جاثيًا على رُكبتك، وفعل هو كذلك كأنَّا نُخاصم أحدًا، ثم قال: يا ربّ، إنَّ ابن القاسم قد ظَلَمني وحَبسَني، وقد استعديتُ عليه إليك، وأنت أحكمُ الحاكمين، فاحكُم بيننا.

ثم بكى واستغاث إلى رُبع الليل، وإذا بالأقفال تُفتَح، فتَيقنَّا، وإذا بسابور خادم القاهر وسيفِ نقمته قد دخل وبين يديه الشُّموع، فقال: اذهبا إلى منازلكما، فذهبنا، وقبض على محمد بن القاسم، وحَدَره إلى دار السلطان، واعتقله فمات بعد ثلاثة أيام، وقيل: إن القاهر قتله (١).

وكان صاحب شرطة القاهر أحمد بن خاقان.


(١) الفرج بعد الشدة ١/ ٢٧٧. ومن قوله: وقال محمد بن علي الخراساني … إلى هنا ليس في (ف م ١).