للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتهت سيرة القاهر والقاعدة تقتضي [ذكر] سيرة (١) الرجل عند وفاته، لكن لمَّا تأخَّرت وفاتُه إلى سنة تسعٍ وثلاثين [وثلاث مئة] وسُمِل فلم ينتفع بنفسه صار كأنَّه قد مات (٢).

الباب العشرون في خلافة الراضي بالله (٣)

وهو أبو العباس محمد بن جعفر المُقْتدر، ولد في ربيع الآخر، وقيل: في رمضان سنة سبعٍ وتسعين ومئتين، وأمُّه ظَلُوم أمُّ ولد رومية أدركت خلافتَه.

وكان مَرْبوعًا، خفيفَ الجسم، أسمرَ، بويع في اليوم الذي خُلِع فيه عمُّه القاهر وهو يوم الأربعاء لستٍّ خلَون من جُمادى الأولى، وكان الراضي وأخوه مَحبوسَين في دار الخلافة في حبس القاهر، وقد عزم على قتلهما، فهجم عليهما الغِلمان الحُجَريّة والسَّاجية فأخرجوهما.

وقال الصُّولي: كانت بيعةُ الرَّاضي باتِّفاق الجميع من غير مُواطأةٍ بينه وبين أحدٍ من الدولة، ولا مُراسلة؛ سوى ما كانوا يخافونه من القاهر، وكان المتولِّي للبيعة سيما المناخلي، وعاش سيما بعد البيعة مئة يوم.

ولمَّا بويع الراضي بعث إليَّ لأختار لَقَبًا، فاخترتُ له المُرتَضى، فبعث إليَّ يقول: كنتَ حدَّثتَني أنَّ إبراهيم بن المهدي عَهِد إلى منصور بن المهدي ولقَّبه المرتضى، وما أحبُّ أن أُلقَّبَ بلقبٍ وَقَع على غيري ولم يَتمَّ أمرُه، وقد اخترتُ: الراضي بالله ورضيتُ به (٤).

وأمَّن الراضي ابنَ مُقْلَة واستوزره، وتقدَّم إلى علي بن عيسى بمُساعدته، وأطلق جميعَ مَن كان في حبس القاهر، وولَّى أبا بكر بن رائق إمارةَ الجيش ببغداد، ثم أمر ابنُ مُقْلَة عبد الله بنَ ثوابة بأن يكتبَ كتابًا يَذكر فيه مثالبَ القاهر، ويُقرأ على الناس، فقال


(١) في (ف م ١): انتهت سيرة القاهر وقضية الترتيب سيرة.
(٢) بعدها في (ف م ١): لأن الأعمى بمنزلة الأعمى (كذا؟!).
(٣) الباب هذا كله إلى ترجمة خير النساج ليس في (ف م ١).
(٤) أخبار الراضي والمتقي لله لأبي بكر الصولي ١ - ٤.