للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرقي من سواحل فارس، فعَصَفَت الريح بالمَرْكب فردَّته إلى عُمان، وكان يوسف بن وَجيه بها، وكان صديقًا للخَصِيبي، فانتَزَعه من يد ابن مسمار، واعتقل ابنَ مِسمار عنده مدَّةً طويلةً، وأحسن إلى الخَصِيبي و [سليمان بن] الحسن وأطلقهما، فصارا إلى بغداد مستَتِرَين.

وقلق ابن مقلة وابن ياقوت لذلك، ولمَّا خَبَّ البحرُ بهما قال الخَصِيبي: اللهم إنِّي أستَغفرك وأتوبُ إليك من مَعاصيك كلِّها إلا من إيقاع المكروه بابن مُقْلَة، فقال له [سليمان بن] الحسن: في مثل هذا الوقت تقول هذا؟! قال: نعم، أُريح منه العبادَ والبلاد، وتسليطه البَريديِّين الكَفَرة على الناس.

وفي ذي الحجة توفِّي موسى بن المقتدر، واسم أُمِّه سلوة، وحُمل إلى تربة جدَّته أمِّ المقتدر فدفن بها، وركب في جَنازته أخوه هارون والوزير ابن مُقْلَة والحاجب محمد بن ياقوت، ولم يَحُجَّ أحدٌ إلى سنة سبع وعشرين وثلاث مئة.

وفيها توفي

[[أحمد بن] سليمان بن داود]

أبو عبد الله (١).

قدم مع أبيه سليمان مكة، فأهدى أبوه للزُّبَير بن بَكَّار هدايا، فأهدى إليه الزُّبير كتاب "النَّسَب" تأليفَه، فقال له: أحبُّ أن تقرأه علينا، فقرأه وسمعه ولدُه أحمد بن سليمان.

وتوفي أحمد وله ثلاثٌ وثمانون سنة، وروى عن غير الزبير أيضًا، وروى عنه ابن شاذان وغيره، وكان صدوقًا.

أحمد بن عبد الله بن مُسْلم

ابن قُتَيبَة، أبو جعفر الكاتب، الدِّينَوَري، ابنُ صاحب "المعارف" و "أدب الكاتب" وغيرهما (٢).


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٢٨٩، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٥٣ وما بين معكوفين منهما.
(٢) تاريخ بغداد ٥/ ٣٧٨، والمنتظم ١٣/ ٣٤٢، والسير ١٤/ ٥٦٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٥٤، ومعجم الأدباء ٣/ ١٠٣.