للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان نفطويه يتكلَّم بالنحو دائمًا، قال أبو بكر بن شاذان: بكَّر إبراهيم يومًا إلى دَرْب الرَّوَّاسِين، فلم يعرف المَوْضع، فتقدَّم إلى رجلٍ يَبيع البَقْل فقال: أيُّها الشيخ، كيف الطَّريقُ إلى دَرْب الرَّوَّاسين؟ فالتفت الشيخ إلى جارٍ له فقال: يا فلان، ألا ترى إلى الغلام فعل الله به وصَنع، فقد احتبس عليَّ، فقال: وما الذي تُريدُ منه؟ قال: يجيئُني بباقَةِ سِلْقٍ حتى أصْفَع بها هذا الماصَّ بَظْرَ أُمِّه، قال نِفطويه: فانصرفتُ من غير أن أجيبَه بشيء (١).

ذكر وفاته:

[حكى الخطيب عن أحمد بن كامل القاضي قال:] مات [نفطويه] يوم الأربعاء لستٍّ خَلَون من صفر، ودُفن يوم الخميس في مَقابر باب الكوفة، وصلَّى عليه البَرْبَهاري الحَنْبَليّ، وكان يَخضِبُ بالوَسْمَة، ومات عن ثلاثٍ وثمانين سنة.

حدَّث عن إسحاق بن وهب وغيره، وروى عنه المُعَافى بن زكريا وغيره، وكان صدوقًا ثقةً صالحًا.

[وفيها توفي]

[أحمد بن جعفر]

ابن موسى بن يحيى بن خالد بن بَرْمك، أبو الحسن، النَّديم، ويعرف بجَحْظَة (٢).

ولد في شعبان سنة أربع وعشرين ومئتين، وكان حسن الأدب، كثيرَ الرواية للأخبار والأشعار، متصرِّفًا في فنون العلوم، عارفًا بصناعة الشِّعر والنجوم، حاذِقًا باللغة والنحو.

[قال الخطيب:] وأما في صنعة الغِناء فلم يلحَقْه أحدٌ في زمانه (٣).


(١) من قوله: وقال الخرائطي … إلى هنا ليس في (ف م ١)، والخبر في تاريخ بغداد ٧/ ٩٦.
(٢) بعدها في (ف م ١): والجاحظ الثاني المعلسن (كذا؟)، وانظر ترجمة جحظة في: تاريخ بغداد ٥/ ١٠٥، والمنتظم ١٣/ ٣٥٩، ومعجم الأدباء ٢/ ٢٤١، والكامل ٨/ ٣٢٨، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٨٥، والسير ١٥/ ٢٢١.
(٣) تاريخ بغداد ٥/ ١٠٦.