للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها خرج خلقٌ كثير من بغداد مع الحاج إلى الشام ومصر خوفًا من اتِّصال الفتن ببغداد [وتواتر المِحَن عليهم.

قال الصولي:] وفيها وُلد لأبي طاهر القِرمِطي ولدٌ، فأهدى إليه أبو عبد الله البريدي هدايا عظيمةً، فيها مَهْدُ ذهبٍ مُرَصَّعٌ بالجواهر (١).

وكان المُتَّقي قد بعث بخِلَعٍ إلى أحمد بن بُوَيه، فلبسها وسُرَّ بها.

وحجَّ بالناس القِرْمِطيّ بالخِفارة، وقيل: لم يحجَّ أحد.

وفيها توفي

بدرٌ الخَرْشَني

كان أميرَ الأمراء ببغداد، فلمَّا تغلَّب ابن رائق عليها خرج إلى الشام، فولَّاه الإخشيدُ دمشقَ سنة ثلاثين، فوَليها شهرَين، وأقام حتى مات، وكان شجاعًا جوادًا.

سِنان بن ثابت

أبو سعيد، المُتَطَبِّب، والد ثابت الذي صنَّف التاريخ (٢).

أسلم على يد القاهر بالله، وكان فاضلًا في الطبِّ وعلومٍ كثيرة، وطب كثيرًا من الخلفاء، وكانت وفاتُه ببغداد في ذي القَعْدة.

[علي بن إسماعيل]

ابن أبي بِشْر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُرْدَة بن أبي موسى الأشعري، أبو الحسن، البَصْري، المُتَكلِّم (٣).

سكن بغداد إلى أن توفّي بها، ومولده سنة ستين ومئتين، تشاغل بعلم الكلام، وكان على مذهب المُعْتَزلة زمانًا طويلًا، ثم عنَّ له مخالفتُهم، وأظهر مقالةً خَبَطَت عقائدَ الناس، وأوجبَت الفتن المتّصلة، وكان الناس لا يختلفون في هذا المسموع أنَّه كلامُ


(١) أخبار الراضي والمتقي لله ٢٣٣.
(٢) أخبار الراضي والمتقي لله ٢٤٥، والمنتظم ١٤/ ٢٨، والكامل ٨/ ٤٠٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٢٤.
(٣) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٦٠، والمنتظم ١٤/ ٢٩، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٩٤، والسير ١٥/ ٨٥.