للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقَّبه الرَّاضي بالإخشيد (١) لأنه ابن ملك فَرْغانة، وكلُّ مَن مَلَك فَرْغانة يقال له: الإخشيد، أي: ملك الملوك، كما أنَّ الأصبهبذ ملك [أذربيجان، وسالار ملك] طَبَرِسْتان (٢)، وصول ملك جُرْجان، وخاقان ملك التُّرْك، والأفشين ملك أُشْرُوْسَنَة، وسامان ملك سَمَرْقَنْد ونواحيها، ونحو ذلك.

ولد محمد ببغداد، وكان شُجاعًا، مَهيبًا، شديدَ اليَقَظَة (٣) في حروبه.

[وذكره ابن عساكر فقال:] ولِيَ دمشق سنة ثمان عشرة وثلاث مئة [في أيام المقتدر]، ووَلي مصر من قبل القاهر سنة أحدى وعشرين [وثلاث مئة] في رمضان، وكانت ولايتُه بدمشق اثنين وثلاثين يومًا، ولم يدخلها، ثم ولَّاه الراضي إياها سنة ثلاث وعشرين [وثلاث مئة]، فاستقرَّ له الشام ومصر.

[واجتمع بالمتقي في الرقَّة، وأعطى سيفَ الدولة ابن حَمْدان حلبَ، وقد ذكرنا جميع ذلك.]

وكانت وفاته بدمشق في ذي الحجة بحُمَّى حادَّة وله ستون سنة، وحُمل في تابوت إلى القدس (٤).

[وقال جدِّي في "المنتظم" (٥):] كان جيشه قد احتوى على أربع مئة ألف رجل، وكان له ثمانيةُ آلاف مَمْلوكٍ يحرُسونه بالنَّوبة، كلَّ يوم ألفُ مملوك، ويُوكِل الخَدَم بجوانب خيمته، ثم لا يَثِقُ بأحدٍ حتى يمضي إلى خِيَم الفرَّاشين فينام فيها.

فقام بعده ولده أنوجور، وكنيتُه أبو القاسم، وكان قد عهد إليه أبوه وهو بمصر، ثم غَلَبَ كافور على الأمر، [وسنذكره في موضعه مرتبًا إن شاء الله تعالى].


(١) في (م ف م ١): وذكره ابن عساكر وقال: هو الإخشيد وقال: لقبه به الراضي، والمثبت من (خ)، والكلام في المنتظم لا تاريخ دمشق.
(٢) ما بين معكوفين من المنتظم ١٤/ ٥٠.
(٣) في (ف م ١): التيقظ.
(٤) تاريخ دمشق ٦٢/ ٣٤٧.
(٥) ١٤/ ٥٠.