للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويومًا ترانا في الخُزوز نَجُرُّها … ويومًا ترانا في الحديد عَوابِسا (١)

وحضر ليلةً سماعًا فتحرَّك، ففيل له: ما بال هؤلاء [لا] يتحرَّكون؟ فأنشد: [من الكامل]

لو يَسمعون كما سمعتُ كلامَها (٢)

وقال: المَعارف تبدو فتُطْمِع، ثم تخفى فتؤنس الطَّامع، وتُطمع الآيس، وأنشد يقول. [من الطويل]

أظلَّتْ علينا منك يومًا سحابةٌ … أضاءتْ لنا بَرْقًا وأَبطا رَشاشُها

فلا غيمُها يَجلو فييأسَ طامعٌ … ولا غَيثُها يأتي فيُروى عِطاشُها (٣)

وكان إذا دخل عليه خادم يقول: هل عندك خَبَر، هل عندك أَثَر؟ ثم ينشد: [من الطويل]

أُسائلُكمْ عنها فهل من مُخَبِّرٍ … بأنَّ له علمًا بها أين تنزلُ

ثم يقول: لا وعِزَّتك ما في الدارَين عنك مُخَبِّرٌ.

وكان ينشد: [من الطويل]

أُسائلُكمْ عنها فهل من مُخَبِّرٍ … فما لي بنُعْمٍ بعد مُكْثَتنا علمُ

فلو كنتُ أدري أين خَيَّم أهلُها … وأيَّ بلاد الله إذْ ظَعَنوا أَمُّوا

إذًا لسَلَكْنا مَسْلَكَ الرِّيح خلفَها … ولو أصبحتْ نُعْمٌ ومن دونها النَّجمُ (٤)

وقال ما ظَنُّك بمَعانٍ هي شموس، بل الشُّموس فيها ظُلْمة (٥)، وأنشد: [من الطويل]

إذا ما دَجاها الليلُ كنا كواكبًا … جُلوسًا حواليها وكانت هي البَدْرُ


(١) مناقب الأبرار ٢/ ٤٤، ومختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ١٩١، والخزوز جمع خَزّ، وهو ثوب الحرير.
(٢) مناقب الأبرار ٢/ ٤٤، ومختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ١٨٩، وتمام البيت:
خرُّوا لعزَّةَ رُكَّعًا وسجودا
وهو لكثير عزة، انظر ديوانه ١١٣.
وجاء تمام البيت في (ف): ذابت قلوبهم لذاك المسمع.
(٣) حلية الأولياء ١٠/ ٣٧٤، ومناقب الأبرار ٢/ ٤٥.
(٤) الخبران في مناقب الأبرار ٢/ ٤٥، ٤٧، ومختصر تاريخ دمشق ١٧٩، ١٨٠.
(٥) في (خ): ما ظنك بمضي الشموس فيه ظلمة، وليست في (م ف م ١) لاختصار نشير إليه قريبًا، والمثبت من مناقب الأبرار ٢/ ٤٦، ومختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ١٨٨.