للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفالجُ في آخر عُمره فاتَّفق أصحابه: أبو بكر الدَّامَغاني، وأبو علي الشَّاشي، وأبو عبد الله البَصْري فقالوا:] (١) هذا رجلٌ عَفيف عمَّا في أيدي الناس، وقد أصابه هذا المرض (٢)، ويحتاج إلى نَفَقة، ولا ينبغي أنْ نكلِّمَ له الناس، فنكتب إلى سيف الدولة علي بن حَمْدان نطلب له نَفَقةً، فكتبوا [له]، وعلم [أبو الحسن] فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عوَّدتَني، فمات قبل أن يَحمل إليه سيف الدولة شيئًا، ثم ورد كتابُ سيف الدولة ومعه عشرةُ آلاف درهم، ووَعَد أن يَمُدَّه بأمثالها، فتصدَّقوا بها.

وصنَّف كتاب "المختصر" وغيره.

[وقال الدَّامَغاني:] كان شديدَ المَقْت لمَن يَلي القضاء، فوَليَه من أصحابه علي بن محمد التَّنوخي، فهجره الكَرْخي، فعُوتِبَ فيه فقال: إنه كان يُعاشرني وهو فقير، ويتعذَّر عليه القوتُ، وقد بلغني أنَّه يُنفق كلَّ يوم على مائدته دينارًا، وما علمتُه وَرِث مالًا، ولا اتَّجر فرَبِح، ولا أعرفُ لهذه النفقة وجهًا إلا من الجهة التي تَولَّاها، لا حاجة لي فيه، فمات ولم يُكَلِّمه.

[ذكر وفاته:]

مات الكَرْخي (٣) ليلة النّصف من شعبان ببغداد، وصلى عليه القاضي أبو تَمَّام الحسن بن محمد الزَّينبي الهاشمي، [وكان من أصحابه، ودُفن بِحذاء مسجده في دَرْب أبي زيد على نهر الواسِطيِّين، وقد دثر هذا المكان فلا عين ولا أثر] وقيل: مات سنة تسع (٤) وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.

واتفقوا على صدقه وأمانته، ومن شعره (٥): [من البسيط]

كم لَوعةٍ في الحَشا أبقَتْ به سَقَمًا … خَوْفًا لهَجْرِك أو خوفًا من النَّائي


(١) ما بين معكوفين من (م ف م ١)، وبدله في (خ): فقال أصحابه.
(٢) في (م): هذه العلة.
(٣) في (ف م م ١) وما بين معكوفين منها: حكى الدامغاني أنَّه مات، والمثبت من (خ).
(٤) في (خ): سبع.
(٥) في (م ف م ١): وقيل سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة، حدث عن جماعة وقال الدامغاني أنشدنا الكرخي لنفسه، والمثبت من (خ)، والأبيات في تاريخ بغداد ١٢/ ٧٥ من غير رواية الدامغاني.