للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: الوَعْد والوَعيد من الله، فإذا كان الوعد [قبل الوعيد] فالوعيد تهديدٌ، وإذا كان الوعيد قبل الوعد، [فالوعيد] منسوخ، وإذا اجتمعا فالغَلَبةُ للوَعْد لأنه حقُّ العبد، والوعيدُ حقُّ الله تعالى، والكريم يتغافلُ عن حقِّه (١).

وقال: إنَّ الله تعالى جعل نعمتَه سببًا لمعرفته، وتوفيقَه سببًا لطاعته، ورحمتَه سببًا للتوبة.

وقال: إنَّ الله طيَّب الدنيا للعارفين بالخروج منها، وطيَّب الجنَّةَ لأهل الجنَّة بالخلود فيها، فلو قيل للعارف: إنَّك تبقى في الدنيا لمات كَمَدًا، ولو قيل لأهل الجنّة: إنكم تخرجون منها لماتوا كمدًا، فطابَت الدنيا بذكر الخروج منها، وطابَت الجنّةُ بذكر الدُّخول فيها.

وقال: مَدارجُ العلوم بالوسائط، ومدارج الحقائق بالمُكاشفة.

وسئل عن أخلاق الفقراء فقال: أخلاقُهم السُّكوت عند الفقد، والاضطراب عند الوجود، [والأنس] بالهموم (٢)، والوحشة عند الأفراح.

وقيل: إنه مات في السنة الماضية (٣).

[وفيها توفي]

[أحمد بن محمد]

الواعظ، أبو العباس، الدِّينَوَري (٤).

ورد نَيسابور، وأقام بها مدة، وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم طريقةً، وكان [يعظ الناس] ويتكلَّم على لسان أهل المعرفة بأحسن كلامٍ، ثم دخل إلى سَمَرقَنْد فأقام بها إلى أن توفي.


(١) ما بين معكوفين من طبقات الصوفية ٤٢٩.
(٢) في طبقات الصوفية ٤٣٠ وما بين معكوفين منها: السكون عند الفقر …
(٣) ذكر ذلك ابن عساكر والذهي.
(٤) طبقات الصوفية ٤٧٥، حلية الأولياء ١٠/ ٣٨٣، الرسالة القشيرية ١٢٣، مناقب الأبرار ٢/ ١٩١، تاريخ الإسلام ٧/ ٩١٧.