للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد بالمَهْدِيَّة من أرض المغرب سنة اثنتين وثلاث مئة أو إحدى وثلاث مئة.

وكان فاضِلًا، فَصيحًا يخترعُ الخُطَبَ ويَرْتَجلُها لوقته، ونزل المنصورة مدينةً بناها واستوطنها.

ولما مات أبوه بالمَهْدِيَّة في حصار أبي يزيد بن كَيداد كلَّمه الناس في حُسن السيرة، وشكوا إليه ما كان عليه أبوه، فضَمِن لهم أن يغيِّر سيرة أبيه وجدِّه، وحلف على ذلك.

وكان ابن كيداد قد أظهر مذهب الإباضِيَّة، فكَرِهَه الناس، وأقام خمس سنين مُستوليًا على البلاد، فخرج إليه إسماعيل من المَهْدِيَّة فحاربه، فلم يزل حتَّى أخذه أسيرًا، فحبسه في سنة ستٍّ وثلاثين، فمات في حبسه، فسلخ جلده وحشاه تِبْنًا، ثم صلبه وحَرَّقه بالنار، ثم وفي للناس بما حلف عليه، وبَقَّى ولاة أبيه، وأقام التَّراويح والسُّنن.

ثم مات يوم الجمعة وعمرُه تسعٌ وثلاثون سنة، فكانت ولايتُه سبعَ سنين، وقام بعده ولدُه المُعزّ، فسار في الناس بسيرة أبيه، فأحبَّه الناس، وصفَت له المغرب، وهو الَّذي خرج إلى مصر، وسنذكره إن شاء الله تعالى في سنة خمس وستين وثلاث مئة (١).

[وفيها توفي

[إسماعيل بن محمد بن إسماعيل]

أبو علي، الصَّفَّار، النَّحْوي (٢).

قال الدَّارقطني: صام إسماعيل أربعةً وثمانين رمضانًا، وكان من أهل السنة.

وتوفي في المحرَّم، ودفن عند قبر مَعْروف الكَرْخي بينهما عرض الطريق، وكان صالحًا، ثقةً، مأمونًا، ورِعًا.


(١) من قوله: وكان يقول: نقضوا أركان التصوف … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٢) تاريخ بغداد ٧/ ٣٠١، والمنتظم ١٤/ ٨٨، ومعجم الأدباء ٧/ ٣٣، وتاريخ الإسلام ٧/ ٧٦٦، والسير ١٥/ ٤٤٠، وهذه الترجمة ليست في (خ).