للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد ونشأ بنيسابور، وكان من كبار مشايخها في وقته، قيل له: ما بالُ الناس يعرفون عيوبَهم ولا ينتقلون عنها إلى الصواب؟ فقال: لأنهم اشتغلوا بالعلم للمُباهاة به، ولم يشتغلوا به لاستعماله، وأصلحوا الظَّواهر دون البَواطن؛ فأعمى الله قلوبَهم عن النَّظَر في الصواب، وقيَّد جوارحَهم عن العبادة.

وقال: إنما يَتَولَّد ضيقُ الصَّدر والهَمُّ من قلَّةِ المعرفة بالله تعالى (١).

[علي بن يعقوب]

ابن إبراهيم بن شاكر، أبو القاسم، المعروف بابن أبي العَقَب، محدِّث شامي مشهور، ثقة، زاهد، ثبت، ومن شعره: [من الوافر]

أَنِسْتُ بوَحْدَتي ولَزِمتُ بيتي … قدام العيشُ لي ونما السُّرورُ

وأدَّبَني الزمانُ فصِرْتُ فَرْدًا … وَحيدًا لا أُزارُ ولا أَزورُ

ولستُ بقائلٍ ما عِشتُ يومًا … أسار الجيشُ أم ركب الأميرُ

متى تَقنع تَعِشْ مَلِكًا عزيزًا … يَذِلُّ لعزِّك الملكُ الفَخورُ (٢)


(١) طبقات الصوفية ٤٥١، والمنتظم ١٤/ ١٥٨.
(٢) تاريخ دمشق ٥٢/ ٤٠ (مجمع اللغة)، والسير ١٦/ ٣٨، وتاريخ الإِسلام ٨/ ٥٩.