للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وحكى الخطيب عنه أنه] قال: أحفظ أربع مئة ألف حديث، وأُذاكر بست مئة ألف وكانت وفاته في رجب ببغداد (١).

وقد تكلموا فيه: قال البرقاني: ما علمتُ فيه إلا خيرًا، وقال الخطيب: كان يسكن باب البصرة ويَتشيَّع، وصُلِّي عليه بجامع المنصور، وحُمل إلى مقابر قريش فدُفن بها. وكانت سُكينة نائحة الرَّافضة تنوحُ عليه في جنازته، وكان أوصى أن تُحرق كتبُه بعد موته، فأحرقت جميعها [، وأحرقت معها كتب الناس، منها مئة وخمسون جزءًا لأبي الحسين بن البوَّاب.

وحكى الخطيب أيضًا عن البرقاني أنه قال: كان له علم بمعرفة الشيوخ والإِخوة والأخوات وتواريخ الأمصار، وكان كثير الغرائب، ومذهبه مذهب الشيعة معروف.

وحدّث ببغداد وأصفهان ودمشق وحلب والعواصم وغيرها، وسمع خلقًا كثيرًا، وروى عنه جمٌّ غَفير، إلا أنه] تغير في آخر عمره، [وأمر بإحراق كتبه لأنه] عاشر المتكلّمين، وترك الصلاة والصوم فسقط من عيون البغداديين، فخرج من بغداد إلى دمشق، فأخرجه أهلُها، فرجع إلى بغداد [فمات بها في هذه السنة.

وقال الخطيب:] كان يشرب الخمر مع [الرئيس أبي الفضل بن] العَميد.

وقال الدارقطني: كان يكتُب على رجله بالمِداد وهو نائم، وكان يبقى أيامًا لا يغسلها.

[وحكى الحاكم أن البرقاني قال وقد سئل عنه: خلط، وكذا قال الدارقطني.

وقد ذكر له الخطيب معظمًا (٢) من شعره، منها أنه قال:] (٣) [من الخفيف]

يا خليلي جَنِّباني الرَّحيقا … إنني لستُ للرَّحيقِ مُطيقا


(١) في (ف م م ١) بعدها: سمع أبا بكر النيسابوري وابن رزقويه وشيوخ الخطيب. والذي في تاريخ بغداد ٤/ ٤٢، والمنتظم ١٤/ ١٧٩، وتاريخ الإسلام ٨/ ٨٥ أنه رأى أبا بكر النيسابوري وروى عنه ابن رزقويه والدارقطني وابن شاهين وابن الفضل القطان وأبو نعيم الحافظ وغيرهم.
(٢) كذا، ولعلها قطعًا.
(٣) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، بدله في (خ): وقال الخطيب من شعره. وانظر تاريخ بغداد ٤/ ٤٧.