للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي شعبان مات الأمير هارون بن المعتضد.

وفيها (١) ورد الخبر بأن غلمان سيف الدولة نَصَّبوا ابنَه أبا المعالي شريف مكان أبيه، ومَضَوا إلى مَيَّافارِقين حتى يسيروا به إلى حلب، واجتازوا بديار مُضَر، وأقطع بها ضياع هبة الله بن ناصر الدولة لبني نهر (٢)، ثم سار إلى حلب.

وسار أبو المُظَفَّر حَمْدان بن ناصر الدولة من الرَّحْبَة إلى الرقَّة فأقام بها، وكان قد قلَّد حربَها وخراجَها أبا الهيثم بن القاضي أبي حُصين، فأوقع بأهلها المَكاره، وأخذ منهم ثلاث مئة ألف درهم فدفعها إلى حَمْدان، ومن جُملة من صادر قاضيها ابن حبيب من أهلها.

وكان مسير حمدان إلى الرقة مُقارَبةً لأخيه أبي تغلب حيث قبض أباه، واستوحش من أخيه، وبعث إليه، وطلب أباه، فسار إليه أبو تغلب بعسكر حلب، فتحصّن حمدان بالرَّافقة، وأغلق أبوابها.

وبعث أبو تغلب أخاه أبا البركات إلى الرَّحْبَة ليَنزعها من نائب حمدان أخيه، فأغلقت زوجتُه -وهي بنت أبي العلاء سعيد بن حمدان- أبواب الرَّحْبة. واتفق إخوة أبي تغلب على رئاسته عليهم، وكتب أبو تغلب إلى عزّ الدولة بختيار يسأله أن يقومَ مقام أبيه في ضمان البلاد بما كان في زمن معزّ الدولة؛ وهو ألف ألف ومئتا ألف درهم في كل سنة، فدخل عز الدولة على الخليفة في ذي القعدة -وهو أول يوم دخل عليه فيه بعد موت أبيه- فقرَّر أمر أبي تغلب، وأخذ له الخِلَع واللواء والعهد، وأضاف إلى الجزيرة قِنَّسْرين (٣) والعواصم وما كان بيد سيف الدولة، وقرَّر عليه مالًا آخر عن هذه البلاد.

وحج بالناس أبو أحمد النَّقيب.


(١) من هنا إلى قوله: وحج بالناس أبو أحمد النقيب، ليس في (ف م م ١).
(٢) كذا، ولم أقف على صوابها.
(٣) في (خ): وجند قنسرين؟!