للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره: [من مجزوء الوافر]

أُقَبِّلُه على جَزَعٍ … كشُرْبِ الطائرِ الفَزعِ

رأى ماءً فأطمعه … فخافَ عَواقِبَ الطَّمَعِ

وصادفَ خُلْسَةً فدنا … ولم يَلْتَذَّ بالجُرَعِ

ومن شعره: [من الطويل]

تَجَنَّى علي الذَّنْبَ والذَّنْبُ ذَنْبُه … وعاتبني ظُلمًا وفي شِقِّه العَتْبُ

إذا بَرِمَ المَولى بخِدْمةِ عَبْده … تَجَنَّى له ذَنْبًا وإن لم يكن ذَنْبُ

وأعْرضَ لما صار قلبي بكَفِّه … فهلّا جَفاني حين كان ليَ القَلْبُ

ويحكى أن سيف الدولة كان يومًا بمجلسه والشعراء يُنشدونه، فتقدَّم رجلٌ رَثُّ الهيئة وأنشد: [من المنسرح]

أنت عليٌّ وهذه حلبُ … قد نَفِد الزَّادُ وانتهى الطَّلَبُ

بهذه تَفخرُ البلاد وبالـ … أمير تُزهى على الوَرى العَربُ

وعبدُك الدهرُ قد أضرَّ بنا … إليك من جَور عبدك الهَرَبُ

فقال سيف الدولة: أحسنتَ والله، وأمر له بمئتي دينار.

وقال: لما وصل الخالديَّان إلى حضرة سيف الدولة ومدحاه؛ أنزلهما، وقام بواجب حقِّهما، وبعث لهما مرَّةً وَصيفًا ووصيفة، ومع كلِّ واحدٍ منهما بَدْرة، وتخت ثياب من عمل مصر، فقال أحدهما من قصيدة طويلة: [من الكامل]

لم يَغْدُ شُكرُك في الخلائق مُطلقًا … إلا ومالُك في النَّوال حَبيسُ

خَوَّلْتَنا شمسًا وبدرًا أشرقت … بهما لدينا الظُّلْمَةُ الحِنْديسُ

رَشَأٌ أتانا وهو حُسْنًا يوسفٌ … وغَزالة هي بهجةً بَلْقيسُ

هذا ولم تَقنَعْ بذاك وهذه … حتى بَعَثْتَ المال وهو نفيسُ

أتت الوَصيفةُ وهي تَحملُ بَدْرَةً … وأتى على ظَهر الوَصيفِ الكيسُ

وأَجَزْتَنا مما أجادت حَوْكَه … مصرٌ وزادت حُسْنَه تِنِّيسُ

فغدا لنا من جُودك المأكول والـ … مشروب والمَنْكوحُ والمَلْبوسُ