للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها أظهر المطيع ما كان يَسترُه من عِلَّته، وثِقَلِ لسانه، وتَعَذُّرِ الحركة عليه للفالج الذي ناله قديمًا، فانكشف ذلك لسبكتكين، فدعاه إلى خَلْعِ نفسه، وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة، فكانت خلافتُه إلى أن خَلَع نفسَه تسعًا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يومًا، وصورة ما كتب:

هذا ما أشهد على مُتضمَّنه أميرُ المؤمنين الفضلُ المطيعُ لله بنُ المقتدر بالله حين نظر لدينه ورَعيَّته، وشُغل بالعلَّة الدائمة عما كان يُراعيه من الأمور الدينية اللازمة، وانقطع إفصاحه عما يَجب عليه لله في ذلك، فرأى اعتزال ما كان عليه من هذا الأمر، وتسليمَه إلى ناهِضٍ به، قائمٍ بحقّه، عَقده له، وأشهد بذلك طَوعًا. وذكر التاريخ المذكور، وفي آخره بخط القاضي أبي الحسن محمد بن صالح:

شهد عندي بذلك أحمد بن حامد بن أحمد (١)، وعمر بن محمد بن أحمد، وطلحة بن محمد بن جعفر، وتوفي المطيع سنة أربع وستين، وكان بعد خَلْعه يُسمَّى الشيخَ الصَّالح.

[الباب الرابع والعشرون في خلافة الطائع لله]

واسمه: عبد الكريم بن الفضل المطيع، وكنيته أبو بكر، وأمه أمُّ ولد يقال لها: عَتب، أدركت خلافته.

وبويع يوم خلع أبوه نفسَه طائعًا لا مُكرهًا، وذلك يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ذي القَعدة سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، وسِنُّه ثمانية وأربعون سنة، وقيل: خمسون، ولم يلِ الخلافة أكبرُ سنًّا منه، ولا مَن له أبٌّ حيٌّ غيره وغير أبي بكر الصديق رضوان الله عليه، وكلاهما كنيته أبو بكر.


(١) كذا في (خ ب) وأصل النجوم الزاهرة ٤/ ١٠٥، وفي المنتظم ١٤/ ٢٢٤، وتاريخ الإسلام ٨/ ١٣٨، ومطبوع النجوم الزاهرة: أحمد بن حامد بن محمد.