للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبَصْرة، وما يجري مُجراها من أعمال العراق خاصّة دون ما سواها من كُوَر الأهواز، فإنها خارجةٌ عن تدبيرنا، ومُفْرَدَةٌ لمولانا عضد الدولة، وعلى أنّا نَسمَعُ له ونُطيع، ونَنتهي إلى أوامره، من غير عُدولٍ عن ذلك ولا مُخالفة، وأننا نُطيع مولانا الطَّائعَ لله أمير المؤمنين، ونَحرُسُه حِراسةً تامة، ونَطوي ضَمائرَنا على خُلوصها له، حتى لا يَلْحَقَه نقصٌ في نفسِه وسُلطانِه وأسبابِه، ونُقيم له الدَّعوةَ على منابر الإسلام، ولمولانا عضد الدولة دائمًا ما عِشْنا.

ثم ذكر كلامًا طويلًا إلى أن قال: والله وتالله وبالله، وذكر الحجَّ والصِّيامَ والعِتاقَ والطَّلاق، والبراءة من محمد سيِّد المرسلين، ومن وَلاء مولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ولَقيتُ اللهَ بدمه وبدم الحسين وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، وذكر ما جرت به العادة في الأيمان.

ولما شَهد الشُّهود، وأثبتت النُّسخة على القضاة، وحُملت إليه؛ أطلق عزَّ الدولة وأخوَيه عُمدة الدولة وأبا طاهر في رمضان، وردَّ على عز الدولة جميعَ ما أَخَذ منه من الخزائن والأموال وغيرها.

وركب عز الدولة، وارتفع ضَجيجُ العوامّ، وأكثروا من الدُّعاء له، وذكروا عضد الدولة بما لا يَليق، وصاحوا عليه من الجانب الغربيِّ بإزاء داره، فنَبا به المقام، فخرج إلى الزَّعْفَرانيَّة لخمسٍ مَضَينَ من شَوَّال، وزوَّج ابنَه أبا الفوارس ببنت عز الدولة، ووصل إلى واسط في النصف من شوَّال، فخرج ابنُ بقية عنها، ولمَّا أبعَدَ عضد الدولة رجع إليها.

ذكر ما أخذ عضد الدولة من المُصادرات مُدَّةَ مُقامه ببغداد:

ومَبلغُه خمسة آلاف ألف وتسع مئة وخمسين ألف درهم (١).

وفي ذي القعدة خلع الخليفةُ على عزِّ الدولة خِلَع السَّلْطَنة، وتزوج ابنة عزّ الدولة (٢) على صداق مبلَغُه مئة ألف دينار، وكان العَقدُ بحضرة الطائع وعز الدولة، والخاطب القاضي أبو بكر محمد بن قُرَيعَة، واسم البنت شاه زنان.


(١) في تكملة تاريخ الطبري ٤٤٢: ألف ألف وتسع مئة وخمسين ألف درهم.
(٢) في (ب خ): وتزوج أبا الفوارس ابنة عز الدولة، والمثبت من تكملة الطبري ٤٤٩، والمنتظم ١٤/ ٢٣٦، وتاريخ الإسلام ٨/ ١٨٥.