للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعث إليه عضد الدولة خمسَ مئة حِمْل، منها ألفُ ألف دِرهم فِضَّة، وخمسون ألف دينار، وخمس مئة ثوب أنواعًا من الدِّيباج وغيره، وثمانون صينية ذهب وفضة، فيها أنواعُ الطِّيب من المِسْكِ والعَنْبَر والنَّدِّ والكافور، وعشرة أفرسٍ بمراكب الذهب، وسَهَّارِيّ (١)، وغيرها.

وقبض عَضُد الدولة على مَن بقي من أصحاب عز الدولة، واستخرج منهم أموالًا كثيرة، وحمل أبو سعد بن بَهْرام أبا الطاهر بن بَقيَّة إلى عضد الدولة وهو مَسْمول، وطولب بالمال فلم يكن عنده شيء، فشُهِر في جانبَي بغداد على جَمَل وعليه بُرْنس، ثم قتله.

وفيها جلس الطائع لرسول أبي القاسم نوح، وعقد له على خُراسان، ودفع إليه الخِلَع واللواء سِفارةَ عضد الدولة؛ لأن أبا صالح منصور بن نوح كان مُصاهرًا لعضد الدولة، فلما مات أقاموا ابنه أبا القاسم نوحًا مكان أبيه، فهؤلاء ملوك ما وراء النهر.

وهذا أبو القاسم نوح بن منصور بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسَد بن سامان خُداه بن حيثمان (٢) بن طُمغاث بن نُوشرد بن بهرام جوبين بن بهرام جُشْنس بن فيرزاد بن خسرو بن نَرْسِي بن بهرام بن أردشير بن سابور بن يزدجرد الأثيم.

وفي رجب وَرَد رسولُ شريف بن سيف الدولة صاحب حلب إلى عضد الدولة، وهما ابن الناصر العلوي وعبد الله بن أحمد الإسكافي، يَبْذُلان الطاعة عن شريف، فقبل عضد الدولة منهما ذلك، وخاطب الطائع، وتنجَّز له الخِلَع واللواء والعهد، وخادمًا من خَدَم الخليفة (٣).

وفيها زادت دجلة زيادةً عظيمة في نيسان؛ بلغت إحدى وعشرين ذراعًا وثلثًا، وانفجر بالزَّاهر من الجانب الشَّرقي بَثْقٌ غَرَّق الدُّور والشَّوارع، وهرب الناس إلى السُّفُن، وهيَّأ عضد الدولة الزَّبازب تحت داره، وأطلق المال، وجلب القَصَب من كل


(١) في المعجم الوسيط: السهاري: مصباح ضئيل النور ينير البيت ليلًا بعد نوم أهله.
(٢) كذا، وفي الكامل ٧/ ٢٧٩: جثمان، وفي الأنساب ٧/ ١٢، والإكمال ٥/ ١٤٨، ومعجم البلدان (سامان): جُبا، أو حيا.
(٣) من أول السنة إلى هنا ليس في (ف م م ١).