للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة والستون وثلاث مئة]

فيها لما عاد عضد الدولة إلى بغداد من الموصل وقد استولى على بلاد أبي تَغْلب بن حَمدان وأمواله وذَخائره؛ سأل الطائعَ أن يُجدِّدَ له العَهْد، ويَخلَع عليه، فجلس على سريره، واحتفل له، وخلع عليه كما خلع في أول مرة وزيادة، فقال أبو إسحاق الصابئ على البَديه وهو مسجون: [من المنسرح]

يَا عَضُدَ الدولةِ الذي عَلِقَتْ … يداه من فَخره بأعْرَقهِ

لَبستَ للمُلْك تاجَ مِلَّتِه … فحُزْتَ من غَربه ومَشْرِقهِ

أَحْرَزْتَ منه الجَديدَ في عُمُرٍ … أطاله الله غيرَ مُخْلِقِه

يَلوحُ منك الجَبينُ مُبْتَهِجًا (١) … لِحاظُنا من ضياء رَوْنَقِهِ

كأنه الشَّمسُ في إنارتها … ويُشبه البَدْرَ في تألُّقِهِ

لما رأيتُ الرجال تُنْشِدُه … من كُلِّ فَحْلِ القَريضِ منطقه (٢)

فقال لي خاطِري أتَطمَعُ أن … تُساجِلَ البَحْرَ في تَدَفُّقِهِ

خَفِّفْ وأوجِزْ فقلتُ مُخْتَصِرًا … للقولِ في جِدّه وأَصْدَقِهِ

يَفتَخِرُ النَّعْلُ تحت أَخْمَصِهِ … فكيف بالتَّاجِ فوق مَفْرِقِهِ

قلت: ذكرُ النَّعلِ والتَّاجِ واقترانهما غيرُ مُسْتَحْسَن (٣).

وفي المحرَّم تُوفِّي أبو الحسن عمران بن شاهين صاحب البَطيحَة فُجاءة.

وفي صفر قُتل أبو تغلب بن ناصر الدولة.

وفيها قَبض عضد الدولة على الشَّريف أبي أَحْمد الحسين بن موسى الموسويّ وأخيه أبي عبد الله أَحْمد، وقُلِّد أبو الحسن علي بن أَحْمد بن إسحاق العَلويّ نقابةَ الطَّالبيين ببغداد وواسِط، وقُلِّد أبو الفتح أَحْمد بن عمر بن يحيى نقابتهم بالكوفة، وأبو الحسن أَحْمد بن القاسم المُحَمَّدي نقابتهم بالبصرة والأهواز، وحَدَر بالشَّريفين أبي أَحْمد وأخيه إلى بعض قِلاعِ فارس، فاعتُقلا فيها.


(١) كذا في (خ) و (ب)، ولعلها: فابتهجت.
(٢) في المنتظم ١٤/ ٢٧١: مفلقة، وبعده بيت لم يذكره المصنف.
(٣) من أول السنة إلى هنا ليس في (ف م م ١).