للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من أولاد الملوك، أوحدَ عصره، صاحب المقامات والأحوال، والمجاهدات والرياضات.

وقال أبو نعيم (١): أبو عبد الله بن خَفيف اللّطيف الظَّريف، له "الفصول في الأصول"، و"التحقيق في الوصول"، لقي الأكابرَ والأعلام، وكان أحد أركان الإِسلام [صحب أَبا العباس بن عطاء، وطاهرًا المقدسيّ، وأبا عمرو الدِّمشقيّ وغيرهم، وكان من أولاد الملوك بفارس.

وذكره القُشيري فقال: هو شيخ الشيوخ، وأوحدُ وقته.

وذكره في "المناقب" وحكى عنه العجائب. وكذا الحافظ ابن عساكر، وهو الذي قال في نسبه: إسفكشاذ.

فصل في ذكر] طرف من أخباره ومجاهداته (٢):

قال: كنت (٣) في بدايتي آخُذُ الخِرَق من المزابل وأُصلح منها ما أَلْبَسُه، وأقمتُ مدةً أُفطر في كلِّ ليلةٍ على كفِّ من الباقِلَّى.

وكنتُ أقرأ في ركعة قل هو الله أحد عشرة آلاف مرة، وفي الثَّانية القرآن كلّه، وكنت أصلّي من الغداة إلى العصر أَلْف ركعة، وأُحيي الليلَ كله.

وقال بعض أصحابه: أمرني أن أُقدِّمَ (٤) إليه كلَّ ليلةٍ عشر زَبيباتٍ لإفطاره، فأشفقتُ عليه، فقدَّمتُ له خمس عشرة، فنظر إلي وقال: مَن أمرك بهذا؟ وأكل عشر حَبّاتٍ (٥) وترك الباقي.

وقال ابن خفيف: ما وَجَبت عليَّ زكاةُ الفطر منذ أربعين سنة، ولي قَبول عظيمٌ عند الخاصّ والعام.


(١) في (ف م م ١): وذكره أبو نعيم في الحلية فقال.
(٢) ما بين معكوفين من (ف م م ١).
(٣) في (ف م م ١): حكى عنه في المناقب أنَّه قال كنت، والكلام الآتي لم نقف عليه في ترجمته في المناقب ٢/ ١٧٦، وإنما ذكره ابن عساكر في تاريخه ٦٢/ ١٨.
(٤) في (ف م م ١): قال القشيري: قال بعض أصحاب ابن خفيف: أمرني ابن خفيف أن أقدم.
(٥) في (ف م م ١): زبيبات.