للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راقصاتِ زاهراتِ نُجُلٍ … رافلاتٍ في أفانينِ الحِبَرْ

مُطرِباتٍ مُحْسِناتٍ مُجُنٍ … رافِضاتِ الهمِّ إبان الفِكَرْ

مُبْرِزاتِ الكأس من مَعْدِنها … مُسْقياتِ الخَمْرِ مَن فاق البَشَرْ

عَضُدَ الدَّولةِ وابنَ رُكْنِها … مَلكَ الأملاكِ غَلَّابَ القَدَرْ (١)

سَهَّلَ الله له بُغْيَتَهُ … في مُلوكِ الأرض ما دام القَمَرْ

وأراه الخيرَ في أولاده … ليَسوسَ المُلْكَ فيهم بالغُرَرْ (٢)

وقال أيضًا: [من البسيط]

يا طِيبَ رائحةٍ من نَفْحَةِ الخِيري (٣) … إذا تمزَّقَ جِلبابُ الدَّياجيرِ

كأنما رُشَّ بالماوَرْدِ أو عَبَقَتْ … فيه دَواخينُ نَدٍّ عند تَبْخيرِ

كان أوراقَه في القَدِّ أجْنِحَةٌ … صُفرٌ وحُمرٌ وبِيضٌ كالزَّنانيرِ (٤)

وشعره رَكيك إلا أنه من مثله كثير.

ذكر وفاته

لما أحسَّ بالموت تمثَّل بشعر القاسم بن عُبيد الله الوزير: [من الطويل]

قَتَلْتُ صَناديدَ الرِّجالِ فلم أَدَعْ … عَدوًّا ولم أُمْهِلْ على ظِنَّةِ خَلْقا

وأَخْلَيتُ دُورَ المُلْكِ من كُلِّ نازلٍ … وبَدَّدْتُهم غَربًا وشَرَّدْتُهم شَرقا

ثم جعل يبكي ويقول: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٨] يُرَدِّدُها إلى أن مات.

وكانت وفاته في شوال ببغداد وله سبع وأربعون سنة وإحدى عشر شهرًا وثلاثة أيام، وقيل: ثمانية وأربعون سنة وستة أشهر وخمسة عشر يومًا.

وقال ابن الصابئ: وُلد بأصبهان يوم الأحد الخامس من ذي القَعدة سنة أربع وعشرين وثلاث مئة، وكانت إمارتُه خمسَ سنين وشهورًا، ودُفن بدار المملكة، وأُخفي خبرُه حتى خرجت هذه السنة، وتقرَّرت قواعدُ المملكة لولده صَمصام الدولة، ثم حُمل في السنة الآتية


(١) في هامش (ب) حاشية: هذا كفر، هل يغلب القدر؟
(٢) في يتيمة الدهر ٢/ ٢٥٩، والمنتظم ١٤/ ٢٩٤: ليساس الملك منه بالغرر.
(٣) نبات له زهر أصفر يستخرج دهنه ويدخل في الأدوية.
(٤) في يتيمة الدهر ٢/ ٢٥٩: صفر وحمر وبيض من دنانير، وانظر المنتظم ١٤/ ٢٩٣.