للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راجلًا، ودخل الشام و [الرملة]، وأقام ببيت المقدس مدةً، ثم دخل المغرب على وجه السياحة، ثم عاد إلى مكة فحجَّ ورجع إلى بُسْت، فتصدَّقَ بما بقي من أملاكه، فلمَّا احتضرَ قَلِقَ، فقيل له: ما هذا القلق؟ فقال: كيف لا أقلقُ ولا أدري أأنجو أم لا؟ وكانت وفاتُه في المحرَّم عن خمس وثمانين سنة.

علي بن أبي تمام (١)

الحسن بن محمد بن عبد الوهاب الزَّينبي، نقيبُ نقباء العباسيين ببغداد، وأول من جمع له بين النقابة والصلاة في سنة ثمانين وثلاث مئة، واستُخلِفَ ابنُه أبو الحسن نظامُ الحضرتين.

علي بن عيسى (٢)

ابن علي، أبو الحسن، الرُّمَّاني، النَّحْوي، ولد سنة ستٍّ وتسعين ومئتين، وبرع في علم النحو واللغة والأصول والتفاسير وغيرها، وله كتاب "التفسير الكبير" وهو كثير الفوائد إلَّا أنَّه صرَّح فيه بالاعتزال، وسلك الزمخشريُّ سبيلَه، وزاد عليه أخْذَ الأدب عن المبرِّد وأقرانه، وسمع من البغوي وغيره، ومات ببغداد، ودُفِنَ بالشُّونيزية، وله ست أو تِسعٌ وثمانون سنة.

محمد بن العباس (٣)

ابن أحمد بن محمد، أبو الحسن، ابن الفرات، ولد سنة تسع عشرة وثلاث مئة، وكتب الكثير، وجمع ما لم يجمَعْه أحدٌ في زمانه، كان عنده عن علي بن محمد المصري وحدَه ألف جزء، وكتب مئةَ تفسير ومئةَ تاريخ، وخَلَّفَ ثمانية عشر صندوقًا مملوءةً كتبًا غيرَ ما سُرِقَ منه، وأكثرُها بخطِّه، وكانت له جاريةٌ تُعارِضُ معه ما يكتُبه، ومات ببغداد في شوال، وكان مأمونًا ثقةً.


(١) المنتظم ١٤/ ٣٧١.
(٢) تاريخ بغداد ١٢/ ١٦ - ١٧، والمنتظم ١٤/ ٣٧١، ومعجم الأدباء ١٤/ ٧٣ - ٧٨، وإنباه الرواة ٢/ ٢٩٤ - ٢٩٦ وينظر السير ١٦/ ٥٣٣.
(٣) تاريخ بغداد ٣/ ١٢٢ - ١٢٣، والمنتظم ١٤/ ٣٧١ - ٣٧٢.