للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دفعها إلى تلميذ له اسمه ميخائيل، فبدَّلها وزاد فيها ونقص منها، والدليلُ عليه أن فيها أحاديث أسفار موسى وموته وما جرى له، وليس هذا من كلام الله تعالى.

وقال جدي في "فضائل بيت المقدس"، أنبأنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري بإسناده عن حُذيفة بن اليَمان عن النبي قال: "غَزَا طاطري بن اسمانوس بني إسرائيل فَسَباهم وسَبَى حُليَّ بيتِ المقدس وأَحرقَهُ بالنَّارِ، وحمَّل منه في البحر ألفًا وتسع مئة سفينة حُليًّا، وأورده رُوْمِيةَ". قال حذيفة: فسمعتُ رسول الله يقول: "لَيُخرِجَنَّ المهدِيُّ ذلك حتى يؤدِّيه إلى بيت المقدس".

وقال جدي أيضًا: أنبأنا محمد بن ناصر بإسناده عن سعيد بن عبد العزيز قال: أخربت أهل رُومِيَة بيت المقدس واتخذته مَزْبَلة، حتى كانت المرأة لتبعث بخرقٍ من دمها حتى تلقى في المسجد، فلما قرأ قيصر كتاب رسول الله يدعوه إلى الإسلام قرأه على بَطَارقة الرُّوم ببيت المقدس ثم قال لهم: ويلكم ما ترون وقد أَخربتم هذا البيت - أو هذا المسجد - واتخذتموه مزبلة؟ توبوا مما صنعتم وإلا قتلتم عليه كما قتل (١) بنو إسرائيل على دم يَحْيَي بن زَكَريا، فأخذوا في كَنْسِه وهو يومئذٍ مَزْبلة، وقد حاذت مِحْراب داود، فما كنسوا إلا الثلث، حتى قدم المسلمون، وحضر عمر بن الخطاب فَتْحَهُ، ووليَ كَنْسَهُ بنفسه وبمن معه من المسلمين (٢).

* * *


(١) في (ك) و (ب): اقتتلت، والمثبت من (ط)، وانظر قصة يحيى الآتية ومقتله.
(٢) "فضائل القدس" ص ١٠٦، ١٠٧ - ١٠٨، ١٠٩. وأخرج حديث حذيفة الطبري في تفسيره ١٥/ ٤٥٧ - ٤٥٨ (دار هجر)، قال ابن كثير: وهو حديث موضوع لا محالة. وسلف قريبًا.