للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفِّي

طُغَان

حاجبُ بهاء الدولة بالأهواز، فسار إليها العلاء بن الحسن والدَّيلم من أصحاب صَمْصام الدولة، ووصل الخبر إلى بهاء الدولة، فانزعَجَ، وتصوَّرَ زوال الدولة، فأخرج أبا كاليجار المَرْزُبان إلى الأهواز نائبًا عنه، وكان شجاعًا شهمًا كافيًا مستقلًا، وسار بهاء الدولة في إثره، وكان قد قدَّم أبا محمد بن مُكرم بين يديه، فالتقى بالدَّيلم فهزموه، وقتلوا أصحابه، وعَرَفَ بهاءُ الدولة، فضعُفَتْ نفسُه، وعمل على الهزيمة، وخاف أن يُظهِرَها فيُطمَعَ فيه، فأعمل الحيلة، حتَّى عاد إلى مكان يقال له: عسكر أبي جعفر، في شوال (١).

[وفيها] حجَّ بالناس [أبو عبد الله] أحمد بن محمد بن عبيد الله العلوي، [وكذا في سنة ستٍّ وسبعٍ وثمانين وثلاث مئة]، وبعثَ بدر بن حسنويه الكردي خمسة (٢) آلاف دينار تُدفع إلى الأُصَيفر الأعرابي؛ عوضًا عمَّا كان يأخذه من الحاجِّ، وجعل ذلك رسمًا عليه من ماله، فأقام على ذلك إلى سنة ثلاث وأربع مئة، ثم تضاعفت.

وفيها توفِّي

إسماعيل (٣) بن عبَّاد

ابن العباس، أبو القاسم، الصاحب، الطَّالقاني [ويُلقَّب] بكافي الكُفاة، كتبَ لمؤيَّد الدولة بن بُوَيه، فقصده أبو الفتح بن العميد ذو الكفايتين وزيرُ ركن الدولة، فأزاله عن كتابة مؤيَّد الدولة، وأبعده إلى أصبهان، فنصرَه الله عليه، وأعاده إلى الوزارة. وقال إبراهيم بن علي النَّصيبي: كان ابنُ العميد قد أبعدَ الصاحبَ بنَ عبَّاد من الزيِّ إلى أصبهان، وانفرد بتدبير أمورِ مؤيَّد الدولة على ما كان عليه من ركن الدولة، فلمَّا كان في بعض العشايا سُرَّ سُرورًا زائدًا، فاستدعى ندماءه، وعبَّأَ لهم مجلسًا عظيمًا فيه آلاتُ


(١) الخبر بنحوه في الكامل ٩/ ١١٢ - ١١٣.
(٢) في المنتظم ١٤/ ٣٧٤ والخبر فيه: تسعة، والمثبت من النسخ، وهو الموافق لما في النجوم الزاهرة ٤/ ١٦٩.
(٣) في (م) و (م ١): الصاحب، وشُهر بالصاحب؛ لا أنَّه صاحب الوزير أبا الفضل بن العميد. ينظر السير ١٦/ ٥١٢، وترجمته في المنتظم ١٤/ ٣٧٥ - ٣٧٧، ويتيمة الدهر ٣/ ٢٢٥ - ٣٣٧، ومعجم الأدباء ٦/ ١٦٨ - ٣١٧.