للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُداوي مرضَ الوَحْـ … ـدة بالصبرِ الجميلِ

لا يُماري أحدًا ما … عاشَ في قَالٍ وقِيل

يَلزمُ الصمتَ فإن الصَّـ … ـمتَ تهذيبُ العُقولِ

يَذَرُ الكِبْر لأهليـ … ـهِ ويرضى بالخُمولِ

أيُّ عيشٍ لامرئٍ يُصْـ … ـبحُ في حالٍ ذليلِ

بين قصدٍ من عدوٍّ … ومُداراةِ جَهولِ

واعتلالٍ من صديقٍ … وتَجنٍّ من مَلولِ

واحتراسٍ من ظنونِ … السُّوءِ أو عَذْلِ عَذولِ

ومقاساةِ بغيضٍ … ومُحاشاةِ ثقيلِ

أُفٍّ من معرفة النا … س على كلِّ سبيلِ

فإذا أَكمل هذا … كانَ في مُلْكٍ جليلِ

علي بن عمر (١)

ابن أحمد بن مهدي، أبو الحسن، الدارقطني، المُحدِّث، يُنسب إلى دار القطن، وهي محلَّةٌ غربيَّ بغداد، بنهرِ طابق، ولد سنة خمس وثلاث مئة، وكان فريدَ عصرِه، وقريعَ دهرِه، ونسيجَ وحدِه، وإمامَ وقتِه، وإليه انتهى علمُ الأثر، ومعرفةُ عللِ الأحاديث، وأسامي الرجال، وأحوالِ الرُّواة، مع الصدقِ والأمانة، والثقةِ والعدالة، وقبولِ الشهادة، وصحةِ الاعتقاد، وسلامةِ المذهب، وصنَّف "السنن" و"العلل"، ودَرس الفقهَ على مذهب الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وكان عالمًا بالقراءات والشعر، يحفظ دواوين، منها: ديوان السيد الحميري (٢)، حتَّى نُسِبَ بذلك إلى التشيُّع، وسافر إلى الشام ومصر.

وقال أبو الطيب الطبري: الدارقطنيّ أميرُ المؤمنين في الحديث.


(١) تاريخ بغداد ١٢/ ٣٧ - ٣٩، وتاريخ دمشق ٤٣/ ٩٣ - ١٠٦ (ط. دار الفكر)، والمنتظم ١٤/ ٣٧٨ - ٣٨٠. وينظر السير ١٦/ ٤٤٩.
(٢) تحرفت في (خ) و (ب) إلى: الحريري، والمثبت من المصادر.