للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله، قد اختلفَتْ علينا المذاهبُ، فبِمَنْ نقتدي؟ قال: عليكَ بابي عبد الله بن بطَّة.

فلمَّا أصبحتُ صعدتُ إلى عُكْبَرا، فدخلت على أبي عبد الله، فلمَّا رآني تبسَّم وقال: صدقَ النبيّ . قالها ثلاثًا.

[وفيها توفِّي]

علي بن أبي علي بن بُوَيه

أبو الحسن (١)، الأمير فخر الدولة بن ركن الدولة، الدَّيلمي، قد ذكرنا أنَّ أباه أَقطَعَه بلادًا كثيرةً، فلمَّا مات أخوه مؤيَّد الدولة أرسل إليه الصاحب بن عبَّاد، فقَدِمَ الريَّ فسلَّم إليه المملكة، وكان شجاعًا، ولقَّبَه الطائعُ بفلك الأمة، وكانت وفاته في هذه السنة، في عاشر شعبان، بالريِّ.

[قال هلال بن الصابئ: حدثني القاضي أبو العبَّاس أحمد بن محمد البارودي قال]: لما اشتدت العِلَّةُ [بفخر الدولة] وصف له الأطبَّاء مكانًا مرتفعًا لأجل الوباء، فأصعدوه إلى قلعة طَبَرَك (٢)، فبقي [فيها] (٣) أيامًا يُداوى، ثم مضى لسبيله، وكانت الخزائنُ مُقفلةً مختومةً، وقد جُعِلَتْ مفاتيحُها في كيسٍ من حديد وسُمِّرت بمساميرَ، وجُعِلَتْ عند (٤) أبي طالبٍ رستمَ ولدِه، فلم يوجَدْ له في ليلة وفاته ما يُكفَّنُ فيه؛ لوقوع الأقفال على الخزائن، وتعذُّر النزول إلى البلد؛ خوفًا من شَغَبِ الجُند، حتى ابتيعَ له من قيِّم الجامع -الذي تحت القلعة- ثوبٌ، ولُفَّ فيه، ووقع الشَّغبُ، فأرادوا حملَ تابوتِه والنزولَ به من القلعة فلم يَقْدِروا، ولم يُمكِنِ القربُ منه، فشدُّوا تابوتَه بالحبال، وجَرُّوه على درج القلعة حتى تكسَّر، وتَقطَّع فخرُ الدولة - ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦)[النازعات: ٢٦]- وكان عمرُه ستًّا وأربعين سنةً وخمسةَ أيام، وكانت إمارتُه ثلاث


(١) تحرف في (خ) إلى: الحسين، والمثبت من باقي النسخ، والمنتظم ١٤/ ٣٩٤ والترجمة فيه باختصار، وينظر النجوم الزاهرة ٤/ ١٩٧.
(٢) في (م) و (م ١): تَبرك؛ بالتاء. وطَبَرَك: قلعة على رأس جبيل بقرب مدينة الري على يمين القاصد إلى خراسان. معجم البلدان ٤/ ١٦.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب) وحدها.
(٤) بعدها في (خ) و (ب) زيادة: أم، وهي مقحمة، والمثبت من (م) و (م ١)، والمصادر.