للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عميد الجيوش، وقال: هذا قد أراحنا الله منه بغير عزم، اصرفوا هذه الدنانير في الراحة من مُفسدٍ آخر. [واستقامت أمور بغداد على يديه].

وفي ذي الحجة وُلد لبهاء الدولة ولدان توأمان؛ أبو علي الحسن، وأبو الحسين، فعاش أبو الحسين بضع سنين ومات، وبقي أبو علي، وملك الأمر ببغداد، ولُقِّب شرفَ الدولة، ومنع عميدُ الجيوش السُّنَّة والشيعة من إظهار مذهب، ونَفَى بعد ذلك ابنَ المعلِّم فقية الشيعة من بغداد.

ولم يحجَّ أحدٌ خوفًا من العرب والقرامطة، وكان قد اجتمع حجّ خراسان، فبلغهم ذلك، فرجعوا.

وفيها ولَّى الحاكم على دمشق أبا منصور خُتَكينَ القائد، فأساء السيرة، وأخذ الأموال، وظلم، فعزله الحاكم، وسخط عليه، وولى طرملت بن بكار، ففعل أقبحَ ما فعل خُتَكين، فعزله وأعاد خُتَكين. وقيل: كان ذلك في سنة ثمانين وثلاث مئة.

وفيها توفِّي

عثمان بن جِنِّي (١)

أبو الفتح، النَّحوي، اللُّغوي، الموصلي، العلامة، له مصنفات، منها: "اللُّمع" و"التلقين" و"التعاقب" و"شرح القوافي "و"المؤنَّث والمذكَّر" و"سرّ الصناعة" و"الخصائص" و"شرح المتنبي" وغير ذلك، وكان أبوه عبدًا روميًّا مملوكًا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي. قال الخطيب (٢): وكان يقول الشعر، ويُجيد نَظْمه، ومن شعر عثمان بن جني: [من الهزج]

فإنْ أُصبِحْ بلا نسبٍ … فَعِلْمي في الوَرى نَسَبي

على أنِّي أؤولُ إلى … قُرومٍ سادةٍ نُجُب

قياصرةٍ إذا نَطَقوا … أرَمَّ الدهرُ في الخُطَبِ

أُولاكَ دعا النبيُّ لَهُم … كفى شرفًا دعاءُ نبي


(١) تاريخ بغداد ١١/ ٣١١ - ٣١٢، والمنتظم ١٥/ ٣٣ - ٣٤، ومعجم الأدباء ١٢/ ٨١ - ١١٥، وإنباه الرواة ٢/ ٣٣٥ - ٣٤٠. وينظر السير ١٧/ ١٧.
(٢) تاريخ بغداد ١١/ ٣٣١.