للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَشَأٌ إذا عايَنْتُه أثوي بِهِ … حَيرانَ حين يميسُ في أثوابِهِ

فَرِحا بهِ الطَّلانُ حينَ رآهما … ما بينَ رملَةِ عالجٍ فرحا بِهِ

وجَوى به قلبي تضاعَفَ حُبُّهُ … فيهِ وبردُ جَواه رَدُّ جوابِهِ

إن كنتَ تطمعُ في هواهُ بِغابِهِ … فالليثُ لا يُسطى عليه بغابِهِ

بصري وسمعي في هواهُ طُلا بِهِ … غُبنًا كما طَلِيَتْ دماءُ طُلابِهِ

وشرى بِهِ قلبي غداةَ فِراقهِ … صبرًا أمرُّ البَينِ مُرُّ شرابِهِ

وجنى بِهِ ثَمَرَ الصَّبابةِ يانعًا … صَبٌّ ألَم بدارِهِ وجنابِهِ

ومن العجائبِ منزلٌ أَروَى بهِ … وأذوبُ من ظمأٍ ولا أَروى بِهِ

ومات الجرجاني بالري في هذه السنة، وحُمِلَ تابوتُه إلى جرجان، وكان يُلقب بقاضي القضاة، وكان حسنَ السيرة، صدوقًا فاضلًا.

[وفيها توفِّي]

محمد بن محمد بن جعفر (١)

أبو بكر، الشافعي، ويُعرف بابن الدَّقاق، صاحب الأصول، ولد سنة ست وثلاث مئة، وتفقَّه، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، وتوفِّي ببغداد في رمضان.

الوليد بن بكر (٢)

ابن مَخْلَد بن أبي زياد، أبو العباس، الأندلسي، رحل في طلب العلم إلى مصر والشام والحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر، وسمع الكثير، وكان إمامًا عالمًا بالحديث والفقه، ثقةً أمينًا، وهو مقدَّمٌ في علم الأدب، توفي بالدِّينَور في رجب، وروى عنه الحاكم وغيره، ومن شعره: [من المتقارب]

لأيِّ بلائِكَ لا تَدَّكِر … وماذا يضرُّكَ لو تعتَبر

فبانَ الشبابُ وحلَّ المشيب … وحانَ الرحيلُ فما تَنْتَظِرْ


(١) تاريخ بغداد ٣/ ٢٢٩ - ٢٣٠، والمنتظم ١٥/ ٣٦.
(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ٤٨١، وتاريخ دمشق ٦٣/ ١١١ - ١١٥.