للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقي من جواريه وخدمه، فوصل إلى الأموال العظيمة، وكانت السيدة بنت بهاء الدولة قد هربت إلى واسط مع بعض خدمها، فاحترز على أموالها وذخائرها، ولم يتعرَّض لها، وحمل ما كان بالبَطيحَة إلى البصرة.

وأمَّا مُهذب الدولة فأقام بواسط أيامًا، ثم أصعد إلى بغداد في رمضان، فالتقاه عميد الجيوش (١)، فأنزله وأكرمه، وحمل إليه من الثياب والآلات والمال شيئًا كثيرًا، ووعده بردِّه إلى موضعه، ووصلت بنتُ بهاء الدولة، ونزلت ناحيةً عن مهذب الدولة، وحاول أن يجتمع بها فمُنِعَ عنها، وأقام على ذلك.

وفي شوَّال برز بهاءُ الدولة من شيراز يريد الأهواز، وسببه استيلاء ابن واصل على [البصرة و] (٢) البَطيحَة، واستخلف الوزيرُ أبا غالب على كَرمان وفارس، وكاتب عميد الجيوش إلى خُوزستان، وعزم بهاء الدولة أن يستصحب الموفَّق معتقلًا معه، فخاف الجماعةُ الذين يدبِّرون أمره أن تدعوه الضرورة في أمر ابن واصل إلى إطلاق الموفق واستخدامه، فقالوا لبهاء الدولة: إن استصْحَبْتَه معك بعد الإساءة إليه لم تأمَنْه أن يَدُسَّ إلى الدَّيلم ويعمل على انتزاع الملك من يدك، وإن تركتَه في القلعة كان الخوف أشدَّ، فأرسل إليه مَنْ خَنَقه، وكان مريضًا.

وفيها (٣) قُلِّد الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى قضاء القضاة والحج والمظالم ونقابة الطالبيين، وكان التقليد من بهاء الدولة بشيراز، وكتب عهده على جميع ذلك، ولُقِّب بالطاهر الأوحد ذي المناقب، فلم ينظر في القضاء لامتناع الخليفة من الإذن له، وتردَّدت في ذلك أقوال انتهت إلى الوقوف فلم يحكم فيه.

[وفيها] حجَّ بالناس أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي، فاعترض الحاجَّ الأصيفرُ الأعرابيُّ من بني المنتفِق، وكان قد حجَّ من خراسان خلقٌ عظيمٌ، وفي القافلة


(١) في (خ): عميد الدولة، والمثبت من (ب)، وينظر الكامل ٩/ ١٨٢.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) من هنا إلى آخر أخبار هذه السنة في المنتظم ١٥/ ٤٣ - ٤٤.