للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مهذِّب الدولة يبعثه برسائل إلى بهاء الدولة -وبهاء الدولة بفارس والبصرة- ولشكرستان، فقصده ابن واصل، وطمع في البصرة، واجتمع إليه الدَّيلم، فأخرجه منها، وحكم عليها، وكاتب بهاءَ الدولة يضمِّنه البصرةَ على مالٍ سمَّاه، فأجابه، وبعث بالخِلَع السلطانية والطوقِ والسِّوارين، وقصد شكرستان باتفاقٍ من مُهذِّب الدولة، وقاتله وظهر عليه، وأخذ أمواله وذخائره، فتقوَّى بها، وبعث إليه بهاءُ الدولة يطلب المال الذي قرَّره عليه، فاعتذر، وقال: كنتُ عددتُه، فلما قُصِدَ بي شكرستان احتجتُ إلى إنفاقه. ثمَّ أرسل ابن واصل إلى مُهذِّب الدولة يطلب المال الذي أنفقه -وكان قصدُه البَطيحَة- فأجابه مُهذِّبُ الدولة بجوابٍ غليظ، ثمَّ جمع ابنُ واصل المال وبعث به إلى بهاء الدولة، فأعجبه، وسأله أن يأذن له في أخذ البَطيحَة، فأذِنَ له، فسار وأخذها، وكان بهاء الدولة قد تغيَّر على مُهذِّب الدولة، ثمَّ شقَّ عليه أخذُ البَطيحَة، فجاء بنفسه من الأهواز، واتَّفقا على الصلح، ثمَّ فسد الحال بينهما، وعاد إلى الأهواز، والتقى بعسكر بهاء الدولة، فهزموه وعاد إلى البصرة.

[وفيها] حجَّ بالناس جعفر بن شعيب السلَّار، ولَحِقَهم عطشٌ عظيمٌ، فهلك خلقٌ كثير، وفات بعضَهم الوقفة (١).

وفيها خرج أبو رِكوة على الحاكم بمصر، وتعاظم أمرُه -وسنذكره إن شاء الله تعالى- وعزم الحاكم على الخروج إلى الشام، وبرز إلى بَلْبيس بالعساكر والأموال، فأُشير عليه بالمُقام، وقيل له: تقلُّ الحُرمة بالخروج. فعاد.

وفيها توفِّي

أحمد بن محمَّد

البشري، الصوفي، رحل وطلب الحديث، وجاور بمكة مدةً، وصار شيخ الحرم، وخرج إلى مصر، فتوفي بين مصر ومكة، وكان صالحًا ثقةً.


(١) هذا الخبر في المنتظم ١٥/ ٤٦.