للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك على القادر، وعوَّض أبا الهيجاء ما أنفقه، وقطع شجر البستان، وهدم أبنبتَه، وجعلَه أرضًا تُزْرَع.

وفيها سار بهاء الدولة متوجِّهًا إلى أَرَّجان، [وفيها ملكَ صالح بن مرداس الرَّحبة، وأقام الدعوة فيها للحاكم].

وفيها صُرِف أبو عمر بن عبد الواحد عن قضاء البصرة، ووليها أبو الحسن بن أبي الشوارب، فقال العصفري الشاعر: [من المجتث]

عندي حديثٌ ظريفٌ … بمثله يُتغَنَّى

من قاضِيَينِ يُعَزَّى … هذا وهذا يُهنَّى

فذا يقول اكرَهُونا … وذا يقول اسْتَرَحْنا

ويَكذِبانِ وأهذي … فمَنْ يُصدَّقُ مِنَّا (١)

وفيها وُلِّي الحاكمُ القائدُ حامد بن ملهم - وكنيتُه أبو الجيش - أميرًا على دمشق بعد علي بن جعفر بن فلاح، فوليها سنةً وأربعة أشهر، ثمَّ عُزِلَ بمحمد بن بزال، وكان حامد شجاعًا جوادًا مُمدَّحًا، مدحه عبد المحسن الصوري فقال وقد كتب في بحيرة طبرية: [من الطويل]

وقالوا التقى الورْدانِ ورْدٌ من النَّدى … وورْدٌ من الماء القَراحِ الذي يجري

فقلتُ لهم وفُّوا أبا الجيشِ حقَّهُ … ولا تظلِموهُ ما البُحيرةُ كالبحرِ

وقال فيه: [من مجزوء الرمل]

أبلغا عني أبا الجيـ … ـــشِ أميرَ الجيشِ أمرا

إنَّ لي فيكَ وفي مَجْـ … ــــلِسِكَ اللَّيلةَ ذِكْرا

من رأى جودَكَ فيَّا … ضًا وأخلاقَك زُهْرا

ظَنَّ بين البحر والبُسْـ … ـــتانِ بستانًا وبحرا


(١) الخبر المنتظم ١٥/ ٦٧.