للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمَّا سافر عن بغداد وقعت بها الفتن، وعاش مئةً وخمس سنين، وكانت وفاتُه بالأهواز، وخلَّفَ أموالًا عظيمةً، وكان أعظم من عميد الجيوش.

الحسن بن العباس (١)

ابن الحسن (٢) بن الحسين أبي الجن (٣) بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ولي القضاء بدمشق خلافةً عن أبي عبد الله محمَّد بن النعمان قاضي الحاكم، وأصلهم من قُمْ، فانتقل أبو العباس إلى حلب، وانتقل الحسن وإخوته إلى دمشق، وولي القضاء بها، ثمَّ أرسله الحاكم إلى حلب في رسالة، فلمَّا دخلها أنشده أبو الحسن بن الدويدة المعري: [من الطويل]

رأى الحاكمُ المنصورُ غايةَ رُشْدِهِ … فأرسلَه للعالمينَ دليلًا

أتى ما أتى اللهُ العليُّ مكانَه … فأرسلَ من آلِ الرسولِ رسولا

ومات الحسن بحلب في هذه السَّفرة، فأوصى أن يُحمل إلى دمشق، فحُمِلَ إليها، ودُفِنَ بها، ورثاه أبو الغنائم الشريف النسَّابة، فقال: [من الوافر]

فُرُوْعُكَ يا شريفُ شَهِدْنَ حقًّا … بأنَّ الطاهرينَ لها أُصولُ

على حالِ الرِّسالةِ في صلاحٍ … فُقِدْتَ وهكذا فُقِدَ الرَّسولُ

وولده حمزة بن الحسن قتلَه بدر الجمَّال سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.

الحسين بن موسى (٤)

ابن محمَّد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق، أبو أحمد، الموسوي، والد الرضي والمرتضى، ولد سنة أربع وثلاث مئة، وكان عظيمًا مُطاعًا، هيبتُه أشدُّ من هيبة الخلفاء والملوك، خاف منه عضد الدولة، فاستصفى أمواله، وكانت منزلته عند بهاء الدولة أرفعَ المنازل، ولقَّبَه بالطاهرِ والأوحدِ وذي المناقب، وولَّاه قضاء القُضاة، فلم


(١) تاريخ دمشق ١٣/ ١١٩ - ١٢٠ (طبعة دار الفكر).
(٢) بعدها في النسختين (خ) و (ب) زيادة: بن العباس، والمثبت من تاريخ دمشق، وبغية الطلب في تاريخ حلب ٢/ ٤٤١.
(٣) المثبت من تاريخ دمشق، وقوله: أبي الجن ليس في (خ)، وجاء بدلٌ منه في (ب): بن الحسين.
(٤) المنتظم ١٥/ ٧١ - ٧٢.