للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر يومًا، وتوفِّي فِي نهار الخميس لاثنتي عشرة ليلة إن بقيت منه، وكان ابن طاهر المنجم (١) قد قال لمَّا دخلَ عميدُ الجيوش بغدادَ: قد اقتضى الحُكْمُ أن يقيم ببغداد ثماني سنينَ وشهورًا، وبلغَ العميدَ فانزعج، فقيل له: لا تلتفِتْ إلى قول المنجِّم، فكان كما قال؛ أقام على ولاية العراق ثمان سنين وأربعة أشهر وعشرة أيام، مات وله إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر وأيام، وتولَّى أمرَه الرَّضيُّ الموسوي، ودُفِنَ بمقابر قريش.

[السنة الثانية وأربع مئة]

[و] فيها فِي يوم عاشوراء أذِنَ فخرُ الملك (٢) لأهل الكَرْخ بالنَّوح، وتعطيلِ الأسواق، ولُبسِ المُسوح (٣)، وما جرَتْ به العادة، ونظر فخرُ الملك فِي إقطاعات العساكر فأمضاها، وطيَّب قلوبهم، وسار إلى أوانا ومعه العساكر الدَّيلمية والشِّيرازية والعراقية والأعراب والأكراد وغيرُهم، يريد الموصل وبني عقيل، فجاءت رسلُهم بما يريد، فرجع إلى بغداد.

ذِكْرُ المحضر الَّذي برز من ديوان القادر فِي القَدْح فِي أنساب المصريين، وكان منه:

يشهد - مَنْ أثبت اسمه ونسبه فِي هذا الكتاب من الأشراف والقُضاة والعلماء والعدول والأكابر والأماثل بما يعرفون من نسب الدَّيصانية الكفار نُطَفِ الشياطين، المنسوبين إلى دَيصان بن سعيد الخُرَّمي - شهادة يتقرَّبون بها إلى الله تعالى، مُعتقدين بما أوجب الله على العلماء أن يُبيِّنوه للناس ولا يكتمونَه، شهدوا جميعًا: إنَّ الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقَّب بالحاكم - حكم اللهُ عليه بالبوار والدَّمار والخزي والنكال والاستئصال - ابن مَعَدّ بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد - لا أسعدَه الله - وأنَّه لمَّا صار إلى المغرب تسمَّى بعبيد الله، ولقَّب نفسه بالمهدي، ومَنْ تقدَّمه ومن سَلَفه - الأنجاس الأرجاس عليه وعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين - أدعياءُ خوارجُ، لا


(١) فِي (م) و (م ١): طاهر بن المنجم.
(٢) فِي (م) و (م ١): فخر الدولة.
(٣) الخبر إلى هنا فِي المنتظم ١٥/ ٨٢.