للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صفر اعتقلهم هناك، ومنعهم من المسير، وطالبَهم بخمسين ألف دينار، فامتنعوا، فهجم عليهم وقد أجهدَهم العطشُ، ولم يكن لهم قوةُ الدفع، فاحتوى على الجمال والأحمال والأموال، وهلك [من] الناس [الكثير] (١)، ولم يُفْلِتْ إلَّا العدد اليسير، وأفلت أبو الحارث العلوي فِي أسوأ حالٍ، وكان فخر الملك مقيمًا على سدِّ البَثْق، فقامت عليه القيامة، وكتب إلى أبي الحسن علي بن مَزْيَد بأن يطلب العرب الذين فعلوا هذا، وإلا سيأتي (٢) بنفسه، وبعث إلى بغداد فأخرج (٣) بعضَ الغلمان إلى ابن مَزْيَد، وساروا حتَّى لحقوا القوم وقد قاربوا البصرة، فأوقع بهم، وقتَلَ أكثرَهم، وأسر الباقين، وفيهم أبو فُليتة، والأشتر، ووجوه بني خفاجة (٤)، ووجدوا الأحمال والأموال (٥) قد تمزَّقت، [وأخذ كلُّ فريق ما أمكنَه [فانتزع ما أمكَنَ انتزاعُه، وعاد إلى الكوفة، وبعث بهم إلى بغداد، فأُدخلوا على الجمال [و] قد أشهروا وثقلوا بالحديد، وقيل: اجتمع منهم جماعةٌ، وأُطْعِموا السمكَ المالح، وتُركوا على جانب دِجلة، فشاهدوا الماء حسرةً، وماتوا عطشًا، وأوقع أبو الحسن بن مَزْيد بخفاجة بعد سنين، فوجد عندهم من الحاجِّ جماعةً [كانوا] قد جعلوهم رعاةً لإبلِهم وأغنامهم، فاستنقذهم (٦)، فعادوا إلى بغداد وقد قُسمت أموالُهم ونُكْحتْ نساؤهم.

وفيها انقضَّتْ كواكبُ كبيرةٌ عظيمةٌ [واستعظم الناسُ ذلك وكان] لها ضياءٌ عظيمٌ، وأصواتٌ مثلُ الرعد (٧).

وفيها جلس الخليفة للْخَلْع على أبي نصر بن مروان، وحضر القُضاةُ والأشرافُ وغيرُهم، وكانت سبعَ خِلَعٍ، وعمِامةً سوداء، وطوقًا، وسوارين، وفرسًا بمركب ذهب.


(١) هذه الزيادة من المنتظم.
(٢) فِي (م) و (م ١): سار.
(٣) فِي (م) و (م ١): فطلب.
(٤) بعدها فِي (م) و (م ١) زيادة كلمة غير واضحة.
(٥) المثبت من المنتظم، وفي تاريخ الإسلام ٩/ ١٣: الأموال والأحمال، وفي (م) و (م ١): الأحمال والجمال، وفي (خ): الأموال والجمال.
(٦) فِي: (م) و (م ١) فاستقدمهم.
(٧) من بداية أحداث هذه السنة إلى هنا من المنتظم ١٥/ ٨٩ - ٩١ بنحوه.