للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خيمة شمس الدولة فقتلوه بمن قَتَلَ منهم بنهاوند، وورد الخبر على فخر الملك، فانزعَجَ، وكتب إلى سلطان الدولة وأبي الخطاب والأبتر أبي المسك يُخبرهم الخبر، ويُشير على سلطان الدولة بقدومه العراق، ثم ندم على المكاتبة.

بكر بن شاذان بن بكر (١)

أبو القاسم، المقرئ، الواعظ، البغدادي، ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، وكان زاهدًا متعبِّدًا، يعظُ الناس، ويقومُ الليل، ويصوم دائمًا، جرى بينه وبين أبي الفضل التميمي كلامٌ، ثم ندم، وقصده وقال: اجعَلْني فِي حِلٍّ. فقال: قد جعلتُكَ. ثم قال التميمي: قال لي والدي: يا عبد الواحد، احذَرْ أن تُخاصم مَنْ إذا نمتَ كان منتبهًا.

وكانت وفاته يوم السبت تاسع شوال ببغداد، وله نيِّفٌ وثمانون سنة، لم تَفُتْه جمعةٌ قطُّ إلَّا التي مرض فيها؛ لأنه مات صبيحة السبت، ودُفِنَ بمقابر الإمام أحمد رحمة الله عليه، وأجمعوا على زُهدِه وصِدقِه وثقتِه.

عبد الله بن محمد بن عبد الله (٢)

أبو محمد، الأكفاني، الحنفي، القاضي، الأسدي، ولد سنة ست عشرة وثلاث مئة، وكان فاضلًا ديِّنًا، ورعًا جوادًا. قال أبو إسحاق الطبري: من قال: إنَّ أحدًا أنفقَ على العلم مئةَ ألف دينار غيرَ أبي محمد الأكفاني، فقد كذب. وقال التنوخي: وَلِيَ ابنُ الأكفاني قضاءَ مدينة المنصور، ثم وَلِيَ قضاء باب الطَّاق، وضمَّ إليه سوق الثلاثاء، ثم جُمِعَ له قضاءُ جميع بغداد سنة ست وتسعين وثلاث مئة، وكانت وفاتُه فِي صفر عن خمس وثمانين سنة، وَلِيَ منها القضاء أربعين سنة نيابةً ورياسةً، ودُفِنَ بداره بنهر البزَّازين (٣)، وكان صالحًا ثقةً.


(١) تاريخ بغداد ٧/ ٩٦، وصفة الصفوة ٢/ ٤٨٤ - ٤٨٥، والأنساب ٢/ ٢٠٨، واللباب ٣/ ٣٤٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ١٤١، والمنتظم ١٥/ ١٠٧، والأنساب ١/ ٣٣٩، واللباب ١/ ٨٢. وينظر السير ١٧/ ١٥١.
(٣) فِي (خ): بدرب المزارين، والمثبت من تاريخ بغداد والمنتظم وغيرهما.