للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما فِي أهلِها رجلٌ لبيبٌ … يُحِسُّ فيشتكي ألمَ الجراحِ

أرى التشهيرَ فيها كالتَّواني … وحِرْمانَ العطيَّةِ كالنَّجاحِ

ومَنْ تحتَ التُّرابِ كمَنْ علاهُ … فلا تَغْرُرْكَ أنفاسُ الرِّياحِ

وكيف يَكِدُّ مُهجتَهُ حريصٌ … يرى الأرزاقَ فِي ضربِ القِداحِ

عبد الغفار (١) بن عبد الرحمن

أبو بكر، الدِّينَوري، لم يكن ببغداد من يُفتي على مذهب سفيان الثوري غيرُه، وهو آخر من أفتى بجامع المنصور على مذهب الثوري، وكان يجمع العلماءَ ويتناظرون، ووَلِيَ النظرَ فِي جامع المنصور، وتُوفِّي فِي شوال، ودُفِنَ عند جامع المنصور، وكان ثقةً.

محمد بن عبد الله (٢)

ابن محمد بن حمدويه (٣) بن نُعيم، أبو عبد الله، الحاكم، النَّيسابوري، الحافظ، الفاضل، ويعرف بابن البَيِّع الضَّبِّي، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وأول سماعه كان سنة ثلاثين، كان أحدَ أركان الإسلام، وسيدَ المحدثين وإمامَهم فِي وقته، والمرجوعَ إليه فِي هذا الباب، وكان يُشبَّه بالإمام أحمد وسفيان الثوري رحمة الله عليهما فِي سَمْتِهما وورعِهما وزُهدِهما، طاف الدنيا، ولقي المشايخ بخراسان وما وراء النهر والعراق والبصرة والكوفة والحجاز والشام ومصر، وسمع الكثير، وعاد إلى نيسابور فِي شبيبته، ثم عاد إليها وقد عَلَتْ سِنُّه، فحدَّث بها، ثم رجع إلى نيسابور، فجعل دارَه مأوًى للغُرباء والعلماء والصُّلحاء، وكان سخيًّا جوادًا من أهل الفضل والمعرفة والحفظ، وله فِي علوم الحديث عدة مصنفات، منها: "المستدرك على الصحيحين"، وكتاب "الإكليل"، و"المدخل إلى معرفة الإكليل" و"التاريخ" وغير ذلك، روى عنه الدارقطني، وابن أبي الفوارس، والقاضي أبو العلاء الواسطي، والأزهري، وغيرُهم.


(١) فِي النسختين الموجودتين (خ) و (ف): عبد الغافر، والتصويب من المنتظم ١٥/ ١٠٨ - والترجمة فيه - والوافِي بالوفيات ٢٢/ ١٩، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٣٨.
(٢) تاريخ بغداد ٥/ ٤٧٣ - ٤٧٤، وتبيين كذب الفتري ص ٢٢٧ - ٢٣١، والمنتظم ١٥/ ١٠٩ - ١١٠. وينظر السير ١٧/ ١٦٢.
(٣) فِي (خ): حمويه، وهو تحريف.