للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محمد بن الحسين]

أبو عبد الله، العلوي، ولَّاه الحاكمُ القضاءَ والنقابةَ والخطابةَ بدمشق سنة ثمانٍ وتسعين وثلاث مئة، وكان في القضاء نائبًا عن مالك بن سعيد ابن أخت الفارقي قاضي قُضاة الحاكم، فأقام بدمشق إلى هذه السنة، وتوفِّي في رمضان، وكان طاهرًا، عفيفًا، نزِهًا، حافظًا لكتاب الله، وله ديوانُ شعر، [ومن] قوله: [من مجزوء الرمل]

أنا إِنْ رُمْتُ سُلُوًّا … عنك يا قُرَّة عيني

كُنْتُ في الإثمِ كَمَنْ شا … رَكَ في قَتْل الحُسينِ (١)

[السنة العاشرة وأربع مئة]

فيها جلس القادرُ، وحضر القضاةُ والشهودُ، وكتبَ عهدَ أبي الفوارس على كَرْمان وأعمالِها، وبعثَ إليه الخِلَع السلطانية، على ما جرت به العادة.

وفيها ورد كتابُ [يمين الدولة أبي القاسم] محمود بن سُبُكْتِكين على الخليفة بما فتحه من بلاد الهند ووصل إليه من غنائمهم، ومن مضمونه: أنه نظر فأدَّاه البحثُ والتفحيص إلى مملكةِ وَجّ، وهي أفخمُ بلاد الهند شأنًا، وأحكمُها بُنْيانًا، وكانت مملكةَ مَنْ سلفَ من ملوك الهند، ومن جملة كُوَرِها كورةُ وَرام وهودب وكلجند … وذكَرَ كُوَرًا كثيرة، وقال: ولهم قلاع حصينة، وجنودٌ كثيرة، وهم يعتقدون أنَّ الأصنامَ آلهَتُهم، وذكر أنه رتب ابنَ خاله في الثُّغور، فبعث إلى المولتان عشرةَ آلاف فارس ومثلَها راجل، وإلى خُوارَزم عشرين ألف فارس وعشرين ألف رجل، وانتخب ثلاثينَ ألف فارس وعشرة آلاف راجل (٢) لصحبة راية الإسلام، كلُّهم طُلَّابٌ للشهادة، وجماعةٌ من المُطَّوعةِ، وكان مسيرُه من خُراسان في جمادى الأولى سنة تسع وأربع مئة، ولم يزلْ سائرًا حتى قطعَ أنهار سَيحون، وجعلها وراءه، وفتح قلعةَ سرساوة،


(١) في (خ): فأنا الغر ممن سره … والمثبت من يتيمة الدهر ١/ ٢٢٧، وقرى الضيف ٢/ ٢٤٥، والبيتان فيهما منسوبان للخَبَّاز البلدي.
(٢) في (ف): فارس.