للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهرب ملكُها، وأسلم مِنْ أهلها زُهاءَ عشرين ألفًا، وأخذ من أموالها ألفَ ألفِ درهم، وثلاثين فيلًا، وجواهرَ كثيرةً … وذكر فتوح القلاع والبلاد إلى أن قال: فأتينا مدينةً يُقال لها: عائن، وحولها ألفُ قصر، وألفُ بيتٍ للأصنام، وهي مدينة كبيرة لها سبعةُ أبواب، [عدد أبواب الجحيم، وكان سكَّانها في العذاب الأليم، حتى] كانَّها منحوتة من حجرٍ واحد [ومصنوعة من صخرٍ جامد] فلمَّا فتحت أبوابها وجدنا فيها خمسةَ أصنامٍ من الذهب، طولُ كلِّ صنمٍ تسعةُ أذرُع، وجْهُ كلِّ واحدٍ منهم مثلُ وجهِ أسدٍ عظيم، له نابان مثلُ ناب الخنزير، وعيونُهم من الياقوت الأحمر، وكلُّ أبدانهم مُرصَّعة بالجواهر، وبلغ وزنُ ياقوتة منها ستَّ مئةِ مثقال، ووُزِنَ (١) منها صنم فوُجِدَ فيه ثمانية وتسعون ألف مثقال وثلاثُ مئة مثقال، وقُلِعَ من الأصنام الصغار الفضية زيادةً على ألف صنم. قال: ومُلِئت بيوتُ المدينة بالحطب، واضرِمَتِ النارُ فيها [بضرام اللهب، وتقرّر عند عُبَّاد الأصنام أنَّهم كانوا في ضلالٍ مبين، وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين].

ثم ذكر أنه سار إلى مركز فَرْغانة، وأنه فتحها وفتح قلاعها، ثم قال: وتحصَّل من الغنائم عشرون ألف ألف درهم، وأفرد خمس الرقيق، فبلغ ثلاثةً وخمسين ألفًا و [استعرضَ] ثلاثَ مئةٍ وستين فيلًا، وذكر أشياء كثيرة (٢).

وفيها توجَّه ابنُ سهلان إلى البصرة، قد ذكرنا أنه خرج إلى (٣) الحائر، وأقام بقصر ابن هُبيرة مدَّة، فلمَّا دخل سلطان الدولة بغداد مضى إلى الأنبار، واجتمع مع معتمد الدولة أبي المنيع، وأخذ ذِمامَه وكتب إلى بغداد، واجتهد في إصلاح أمره مع أبي الخطاب، وأمَرَه أن يصعد إلى هِيت ويُقيم بها؛ خوفًا عليه، فطال مُقامُه، فاصعد إلى الموصل، وقُبِضَ على الوزير أبي القاسم جعفر بن محمد بن فَسانْجِس، واستقرَّ الأمرُ لأبي غالب، فانحدر ابنُ سهلان في الفرات إلى البَطيحة، وركب أخطارًا


(١) في (خ): فوجد، والمثبت من باقي النسخ.
(٢) ينظر المنتظم ١٥/ ١٣٣ - ١٣٤. وما بين حاصرتين منه.
(٣) في (ف): من.