للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانظُرْ لعبدِكَ لا تُشمِتْ أعاديَهُ … بتَرْكهِ بين إغفالٍ وإهمالِ

واجعَلْ له في ذراك اليومَ منزلةً … تُعليهِ إنَّ الذي أعليتَهُ عالي

محمد بن المطفر بن عبد الله (١)

أبو الحسن، المعدَّل، كان فاضلًا، توفِّي ببغداد في جمادى الأولى، قال: أنشدني إبراهيم بن الصابئ لنفسه: [من السريع]

قد كنتُ للحِدَّة مِنْ ناظري … أرى السُّها في الليلةِ المقمِرَهْ

فالآنَ ما أُبصِرُ بدرَ الدُّجى … إلَّا بعينٍ تشتكي الشَّبْكرَهْ (٢)

لأنَّني أنظرُ منه وقَدْ … غيَّرَ منِّي الدهرُ ما غيَّرَهْ

ومن طوى السنينَ من عُمرِهِ … رأى أمورًا فيه مُسْتَنْكَرَهْ

وإن تخطَّاها رأى بعدَها … مِنْ حادثاتِ الدَّهرِ ما حيَّرَهْ

[وفيها توفِّي]

هبة الله بن سلامة (٣)

أبو القاسم، الضرير، [المفسِّر]، البغدادي، كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقةٌ في جامع المنصور، وسمع الحديث ورواه، [وكتب عنه الخطيب، وحكى جدّي عنه في "المنتظم" منامًا، فقال بإسناده عن أبي طالب العشاري، عن هبة الله بن عبد الله المقرئ، عن هبة الله بن سلامة المفسِّر] قال: حدَّثني شيخ كنَّا نقرأ عليه القرآن بباب مُحوِّل. قال: مات بعضُ أصحابه، فرآه الشيخُ في المنام فقال له: ما فعلَ اللهُ بِكَ؟ فقال: غفَرَ لي. قال: فكيفَ كان حالُكَ مع منكرٍ ونكير؟ فقال: يا أستاذ، لمَّا أجلساني وقالا لي: مَنْ ربُّكَ؟ ومن نبتكَ؟ ألهمني الله بأن قلتُ لهما: بحَقّ أبي بكر وعمر دعاني. فقال أحدهما للآخر: قد أقسمَ علينا بعظيم (٤)، دَعْه. وتركاني وانصرفا.


(١) تاريخ بغداد ٣/ ٢٦٤، والمنتظم ١٥/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٢) الشبكرة: العَشا (مرض في العين). تاج العروس (شبكر).
(٣) تاريخ بغداد ١٤/ ٧١، والمنتظم ١٥/ ١٣٨.
(٤) في (م ١): بعظيمين.