للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي بن عيسى بن سليمان (١)

أبو الحسن، القاضي، المعروف بالسُّكَّري، الفارسي.

ولد ببغداد في صفر سنة سبع وثلاث مئة، وقرأ القرآنَ والأدبَ، وتُوفِّي في شعبان، ودُفِنَ بمقبرة الدير، ومن شعره وأوصى أن يُكتب على قبره: [من الخفيف]

نفس يا نفسُ كم تَمادينَ في الغيِّ … وتأتينَ بالفِعالِ المَعيبِ

راقبي اللهَ واحذَري موقفَ العر … ضِ وخافي يومَ الحسابِ العصيبِ

لا تغُرَّنَّكِ السلامةُ في العَيـ … ـــشِ فإنَّ السليمَ رهنُ الخُطوبِ

كلُّ حيٍّ فلِلْمنون ولا يَدْ … فَعُ بأسَ المنونِ كيدُ الأريبِ

واعلمي أنَّ للمنيَّةِ وقتًا … سوف يأتي عجلانَ غير هيوبِ

فأَعِدِّي لذلكَ اليومِ زادًا … وجوابًا للهِ غيرَ كَذوبِ

علي بن هلال (٢)

أبو الحسن، ابن البوَّاب، صاحبُ الخطِّ المشهور، وكان أبوه بوَّابًا لبني بُوَيه، وكان عليٌّ يقصُّ بجامع المنصور، وصحِبَ ابنَ سَمْعون الواعظ واقتبسَ منه، واخترع لنفسه طريقةً في الخَطِّ لم يُسبَقْ إليها.

قال هلال بن الصابئ: دخل أبو الحسن البَتِّي دارَ فخرِ الملك، فوجدَ ابنَ البوَّاب جالسًا في عتبة الباب ينتظر خروجَ فخر الملك، فقال له: جلوس الأستاذ في العَتَبِ رعايةٌ للنَّسَب. فغضِبَ وقال: لو كان إليَّ أمرٌ ما مكَّنْتُ مِثلَكَ من الدخول. فقال البَتِّي: لا يتركُ الشيخُ صنعتَه.

وكانت وفاتُه يوم السبت ثاني جمادى الآخرة، ودُفِنَ بمقبرة باب حرب، ورثاه بعضهم، فقال: [من البسيط]

فللقلوبِ التي أبْهَجْتَها حَزَنٌ … وللعيونِ التي أقرَرْتَها سَهَرُ

وما لِعيشٍ وقَدْ ودَّعْتَهُ أرَجٌ … ولا لِلَيلٍ وقَدْ فارقْتَهُ سَحَرُ


(١) المنتظم ١٥/ ١٥٦.
(٢) المنتظم ١٥/ ١٥٥ - ١٥٦، ومعجم الأدباء ١٥/ ١٢٠ - ١٣٤، وينظر السير ١٧/ ٣١٥.