للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْقَدْرِ﴾ ثلاث مرات، و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ اثني عشر مرة، يفصل بين كلِّ ركعتين بتسليمة (١)، فإذا فرغَ من صلاتِه صلَّى علي سبعين مرة؛ يقول: اللهمَّ صَلِّ على محمد النبيِّ الأميِّ وعلى آله وسلم، ثمَّ يسجد فيقول في سجوده: سُبُّوحٌ قُدُّوش [ربٌّ الملائكة والرُّوح -سبعين مرة- ثم يرفع رأسه فيقول]: ربِّ اغفِرْ وارحَمْ وتجاوَزْ عمَّا تعلَمْ إنَّك أنتَ العزيز (٢) الأكرم -سبعين مرةً- ثم يسجدُ الثانيةَ ويقول مثلَ ما قال في السجدة الأولى، ثم يسألُ الله حاجتَه، فإنها تُقضى". ثم قال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده، ما مِنْ عبدٍ ولا أَمَةٍ صلَّى [عليَّ] هذه الصلاةَ إلا غفرَ اللهُ له جميعَ ذنوبِه ولو كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحْر وعددِ أوراقِ الشجر، وشُفَعَ يومَ القيامة في سبع مئة من أهل بيته، فإذا كان في أول ليلةٍ في قبره جاءه ثواب هذه الصلاة، فيقول له بلسان ذَلْقٍ ووجهٍ طَلْقٍ: يا حبيبي، أبشِرْ، فقد نجوتَ من كلِّ شِدَّة. فيقول: مَنْ أنتَ؟ فواللهِ ما رأيتُ أحسنَ من وجهِكَ، ولا سمعتُ كلامًا أحلى من كلامِكَ، ولا شممتُ ريحًا أطيبَ من رائحتِكَ. فيقول: أنا ثواب الصلاةِ التي صلَّيتها في ليلةِ كذا، في شهر كذا، جئتُ إليكَ الليلةَ لأقضي حقَّكَ، وأونِسَ وَحْدتَكَ، وأرفَعَ عنكَ وَحْشتَكَ، فإذا نُفِخَ في الصُّور أظلَلْتُ على رأسِكَ في عَرَصة القيامة، فأبشِرْ فلن تَعْدَم الخيرَ من مولاكَ أبدًا".

ثم قال [جدِّي] الشيخ أبو الفرج: هذا حديث موضوعٌ على رسول الله ﷺ، وقد اتَّهموا به ابنَ جَهْضَمْ، وسمعتُ شيخَنا الحافظَ عبد الوهاب بن الأنماطي يقول: رجالُه مجهولون، وقد فتَّشْتُ عليهم في جميع الكتب فما وجدتُهم.

قال أبو الفرج: ولقد أبدَعَ مَنْ وضَعَ هذه الصلاة، وإنِّي لأَغارُ لصلاة التراويح كيفَ زُوحِمَتْ بهذه، بل هي عند العوامِّ أعظمُ وأحلى، فإنه يحضرها مَنْ لا يحضر الجماعات.

قال المصنف ﵀: وقد رُوي عن ابن جَهْضَم أنه اعتذر عند وفاته، فحكى لي جماعةٌ من مشايخنا عن شيوخهم قالوا: لمَّا احتُضرَ ابنُ جَهْضَم جمع المشايخ بمكة، وقال: إنَّما قصدتُ برواية هذا الحديث إشغال الناس في يوم الخميس بالصوم، وليلةَ الجمعة بالصلاة؛ لكفِّهم عما يرتكبونه من الكبائر؛ فإنه قد فسدَ الزمانُ، وكثُرَ الفسقُ، وتعطَّلتِ الحدودُ، واشتغلوا بالمعاصي، وأهملوا العبادات، فأردتُ أن أشغلهم عن قبيح ما يرتكبونه.


(١) في وحدها: بتسليمتين.
(٢) في (خ) و (ف): الأعز، والمثبت من (م) و (م ١)، وهو الموافق لما في الموضوعات.