للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

[أحمد بن محمد]

ابن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي، أبو عبد الله المعدَّل، الخطيب، [سمع أبا عمر الزاهد، وكتب عنه الخطيب (١)]: كان زاهدًا ورعًا عفيفًا صالحًا، أقام خطيبًا بجامع المنصور ثلاثًا وثلاثين سنة، [من سنة ستٍّ وثمانين إلى هذه السنة، يخطب بخطبةٍ واحدةٍ [لم يُغيِّرها]، وإذا سمع الناس ضجُّوا وبكوا، [وقامت عليهم القيامة، ومات في هذه السنة]، ودُفِنَ بباب حرب (٢).

الحسين بن علي (٣)

ابن الحسين، أبو القاسم، الوزير، المغربي.

ولد بمصر في ذي الحِجَّة سنة سبعين وثلاث مئة، وهرب منها لمَّا قتل الحاكمُ أباه عليًّا وعمَّه محمدًا. وقيل: [إنَّ] (٤) أباه وَزَرَ للعزيز بمصر، وللحاكم بعده مُدَّة قَبْضِه وحَبْسِه، فهرب إلى العراق، وخدمَ بني بُوَيه مُشرِّف الدولة وغيرَه، وولَّى الحاكمُ ولدَه أبا القاسم، ثم قبَضَ عليه وسَجَنه في خزانة البنود، فهرب منها، ويقال: إنه ما هرب منها سواه، وقصد العراق، وأقام عند أبيه مدةً، ومات أبوه بالعراق، فأصعد إلى الموصل، فخدم قِرْواشًا مدةً، ثم قبضه، وقبض معه سليمان بن فهد، ثم أطلقه، فخرج إلى ديار بكر، وقصد نصر (٥) الدولة بن مروان، فأقامَ عنده، وطلبه قِرواشٌ فمنعه، وقال: واللهِ لا سلَّمتُه إليكَ بعد أن استجارَ بي.

ومات وزير نصر الدولة أبو القاسم خواجا صاحب أرْزَن سنة ستَّ عشرة وأربع مئة في رمضان، فاستوزَرَ صاحبَ هذه الترجمة، ورُدَّتِ الأمورُ إليه، وفي "تاريخ


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٤٩، وينظر المنتظم ١٩/ ١٨٤ - ١٨٥.
(٢) الذي في تاريخ بغداد أنه دفن في داره بالنصرية من باب الشام.
(٣) تاريخ دمشق ٥/ ٩ - ١١ (نشر دار البشير)، والمنتظم ١٥/ ١٨٥ - ١٨٧.
(٤) ما بين حاصرتين من (ف).
(٥) في (ف) هنا وفي الموضع الآتي: نصير، وكلاهما صحيح.