للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبد الرحمن بن هشام]

والي الأندلس، الذي لقَّب نفسَه في سنة أربع عشرة وأربع مئة بالمستظهر والمستكفي والمعتمد، وعاد مِلْكُ بني أمية إلى الأندلس بسببه، فلمَّا كان في هذه السنة وثبَ الجندُ عليه فقتلوه، وانقطعَتْ ولاية بني أمية عن الأندلس، واختلَّتِ الأمورُ إلى سنة ثلاثٍ وأربعين وأربع مئة، أو إحدى أو اثنتين وأربعين وأربع مئة، فخطب ابن باديس الصنهاجي للقائم بها، وما زالتِ الدعوةُ لبني العباس قائمةً بها أيامَ المقتفي، وانقطعت لما نذكرُ إن شاء الله تعالى.

فصل في ولاية الأندلس من بني أمية:

وعِدَّةُ ملوكهم أربعةَ عشر على عددِ أسلافِهم، ومُدَّة سنينهم مئتان وثمانون سنة، فأوَّلهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان أبو المُطرِّف، [ويُسمَّى] الداخل، بُويعَ [في] سنة تسع وثلاثين ومئة، في أيام [أبي جعفر] المنصور، وكان المنصور يُثني عليه، ومات [في] سنة اثنتين وسبعين ومئة في أيام [هارون] الرشيد، فأقام واليًا ثلاثًا وثلاثين سنة، ثم وَليَ بعدَه ابنه هشام بن عبد الرحمن [في] سنة اثنين وسبعين ومئة، ومات في صفر سنة ثمانين ومئة في أيام هارون [الرشيد أيضًا]، فكانت ولايتُه سبع سنين وعشرة أشهر، ثم وَليَ ابنُه الحكم بن هشام سنة ثمانين [ومئة]، وتوفِّي سنة ستٍّ ومئتين في أيام المأمون، فأقام واليًا [سبعًا وعشرين سنة، ثم وَلِيَ ابنُه عبد الرحمن بن الحكم في سنة ستٍّ ومئتين، ومات في سنة ثمان وثلاثين ومئتين، فأقام واليًا] (١) اثنتين وثلاثين سنة، وكانت وفاته في أيام المتوكِّل، ثم وَلِيَ ابنُه محمد بن عبد الرحمن سنة ثمانٍ وثلاثين [ومئتين]، ومات [في] سنة ثلاث وسبعين ومئتين في أيام المعتمد، فأقام واليًا أربعًا وثلاثين سنة، ثم وَليَ ابنُه المنذر (٢) بن محمد، فأقام واليًا سنتين، واستُشهد في غَزاةٍ له سنة خمس وسبعين [ومئتين] في أيام المعتمد، ولم يكن له ولد [ذَكَر]، فانقرَضَ نسلُه، ثم وَلِيَ عبد الله بن


(١) ما بين حاصرتين من جميع النسخ سوى (خ).
(٢) تحرف في (ف) إلى: المقتدر، والمثبت موافق لما في النجوم الزاهرة ٤/ ٢٦٧ وغيره من المصادر.