للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل أخو المنذر [بن محمد بن عبد الله بن محمد]، فأقام واليًا إلى سنة ثلاث مئة [و] خمسًا وعشرين سنة، ثم وَلَيَ [بعدَه ابنُ] ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد [بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل] في سنة ثلاث مئة في أيام المقتدر، فأقام واليًا خمسين سنة، ثم مات [في] سنة خمسين وثلاث مئة في أيام المُطيع، ثم وَليَ بعدَه الحكم بن عبد الرحمن [بن محمدٍ]، فأقام واليًا خمس عشرة سنة، ومات في أيام الطائع (١) [في] سنة ستٍّ وسبعين وثلاث مئة، ثم وَليَ بعدَه ابنُه هشام بن الحكم المؤيد (٢)، فأقام واليًا تسعًا وثلاثين سنة، ومات [في] سنة تسع وتسعين وثلاث مئة في أيام القادر [بالله]، وقد كان غلب عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الملقَّب بالناصر [وغيَّبه] (٣)، ولقَّبَ محمدٌ نفسَه بالمهدي، ثم قويَ عليه سليمان بن الحكم، وغلبَ على الأمر، فهربَ محمد بن هشام إلى المُشرِّف، ثم عاد إلى الأندلس. وقيل: قَتَلَه سليمان، والأشهر أنه عاد إلى المغرب، وَوَليَ مدَّةً، ثم قتلَه سليمانُ في أيام القادر، ووَلِىَ هشام بن الحكم بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن هشام أخي محمد بن هشام المتغلِّب على المؤيَّد، فقُتِلَ، وزالتْ أيامُ بني أمية. وقيل: إن محمد بن هشام المتغلِّب على المؤَّيد لمَّا هرب من سِليمان بن الحكم أقام ببيت المقدس سنتين يتقوَّت من عمل الحُصَرِ، فلمَّا عاد إلى الأندلس واقعَ سليمانَ بن الحكم مرارًا، فسُمِّي الحُصَرِي. وقيل: إنَّ الحُصَرِيَّ لم يكُنْ من بني أمية. قال ابن عبد البر: الذي ظهر بالمغرب وقيل له: الحُصَرِي، رجلٌ من آحاد الناس، لا يؤبَهُ إليه، خُطِبَ [له] (٤) على المنابر بجميع الأندلس بعد نيِّفِ وعشرين سنة من موت هشام الملقَّب بالمؤيد، فأقام الحُصْري نيِّفًا وعشرين سنة تتصادم الجيوش بسببه، وهو حُصْريٌّ.


(١) تحرف في (ف) إلى: المطيع.
(٢) في (م) و (م ١): هشام بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد، ولقَّب نفسه المؤيَّد بالله.
(٣) هذه الزيادة من (ف) وحدها.
(٤) هذه الزيادة من (ف).