للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

محمد بن الطيب (١)

ابن سعيد بن موسى، أبو بكر، الصبَّاغ، البغدادي، وُلدَ سنةَ ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة، وسمع الحديثَ الكثير، وقال [الخطيب: حدثني] رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن [قال]: تزوَّج محمد بن الطيب زيادة على تسع مئة امرأة، وتُوفِّي ببغداد في ربيع الآخر، [وحدَّث عن أحمد بن سلمان النَّجاد وأبي بكر القَطيعي وغيرهما]. [و] قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقًا (٢).

[السنة الرابعة والعشرون وأربع مئة]

فيها عاد الوزيرُ عميدُ الدولة إلى وزارة جلال الدولة، وكانت الأحوالُ قد توقَّفت، فما زال جلال الدولة يرفق به حتَّى ظهر، وكان مُستَتِرًا.

وفي المُحرَّم وردَتْ كتبُ أبي كاليجار والأجلِّ العادلِ أبي منصور بَهْرام بن مافَنَّة الوزيرِ إلى جلال الدولة يذكُرانِ عَوْدَهما إلى الأهواز بعد ما كانا قد عزما على قصد البصرة، وأنهما على الطاعة وإيثار الأُلفة، وكان أصحابُ أبي كاليجار قد حسَّنا له قَصْدَ البصرة، فمال إلى قولهم، فردَّه الأجلُّ العادلُ وكان وزيرًا صالحًا، عاملًا ناصحًا، لم يَزِرْ لبني بُوَيهٍ بعد عبَّاد مثلُه، وكان قد بنى دار كُتبٍ ووقفها على طلاب العلم، وجمع فيها عشرة آلاف مجلدٍ ما فيها إلا أصلٌ منسوب، منها أربعة آلاف ورقة بخطِّ ابن مُقْلة.

وفي شهر صفر (٣) ظهر ببغداد عيَّارٌ -يُقال له: البُرْجُمي- يكبِسُ المحالَّ في الجانبِ الشرقيِّ ودربِ أبي الربيع بالحضرتين، وصار إلى مخازنَ فيها مالٌ عظيم، فاستولى عليها، وأخاف الناسَ، فنقلوا أموالهم إلى دار الخلافة (٤)، بحيثُ إنَّ جماعة من


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٣٨٣، والمنتظم ١٥/ ٢٣٢.
(٢) بعدها في (ف) و (م) زيادة: ثقة، وهي ليست في النسختين الأخريتين، وليست في تاريخ بغداد.
(٣) في (م) و (م ١): رمضان. وينظر المنتظم ١٥/ ٢٣٣.
(٤) في (م) (م ١): الخليفة.