للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن بن أحمد (١)

ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أبو علي، الرزَّاز، مُحدّث مشهور، بغدادي، ولد سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، وسمع خلقًا كثيرًا، وكان صالحًا صدوقًا ثقةً.

قال محمد بن يحيى الكرماني: كُنَّا يومًا بحضرة أبي علي بن شاذان [إذ دخل شابٌّ لا يعرفه منَّا أحد، فسلَّم علينا وقال: أيُّكم أبو علي بن شاذان؟] فأشرنا إليه، فقال: أيها الشيخ، رأيتُ رسولَ الله في المنام، فقال لي: اذهَبْ إلى أبي علي بن شاذان، وأقرِئْه عنِّي السلام. فبكى أبو علي وقال: ما أعرِفُ لي عملًا أستحِقُّ به هذا إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث عليَّ، وتكرارُ الصلاة على رسول الله كلَّما جاء ذِكْرُه. قال: ولم يكتُبْ أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتَّى مات في المُحرَّم، ودُفِنَ بمقبرة باب الدير.

[وفيها تُوفِّي]

الحسن بن عثمان (٢)

ابن أحمد بن الحسين بن سَوْرة، أبو عمر، الواعظ، البغدادي، ويعرَفُ بابن الفَلْو، وُلِد سنة تسع وأربعين وثلاث مئة، وسمع الحديث، وكان سخيًّا، ومن شعره: [من الطويل]

دخلتُ على السلطانِ في دار عِزِّهِ … بفقرٍ ولم أجلِبْ بخيلٍ ولا رَجْلِ

فقلتُ انظروا ما بينَ فقري ومِلْكِكُمْ … بمقدارِ ما بين الولايةِ والعَزْلِ

وكانت وفاته في صفر، ودُفِنَ بباب حرب.


(١) تاريخ بغداد ٧/ ٢٧٩ - ٢٨٠، وتبيين كذب المفتري ص ٢٤٥ - ٢٤٦، والمنتظم ١٥/ ٢٥٠. وينظر السير ١٧/ ٤١٥.
(٢) تاريخ بغداد ٧/ ٣٦٢، والمنتظم ١٥/ ٢٥٠ - ٢٥١.