للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: [من الطويل]

أجيرانُنا بالغَوْرِ والركبُ مُتهِمُ … أيعلَمُ خالٍ كيفَ باتَ المُتيَّمُ

رحلتُمْ وعمرُ الليلِ فينا وفيكُمُ … سواءٌ ولكِنْ ساهرونَ ونُوَّمُ

فيا أنتمُ مِنْ ظاعِنينَ وخلَّفوا … قلوبًا أبَتْ أنْ تعرفَ الصبرَ عنهمُ

ولمَّا جلا التوديعُ عمَّا حذرتُهُ … ولم يبقَ إلا نظرةٌ تُتَغَنَّمُ

بكيتُ على الوادي فحرَّمْتُ ماءَهُ … وكيف يحِلُّ الماءُ أكثرهُ دمُ

وقال: [من الرمل]

وبجرعاء الحمى قلبي فعِجْ … بالحمى واقرأْ على قلبي السلاما

وترجَّلْ فتحدَّثْ عجبًا … أنَّ قلبًا سار عن جسم أقاما

قُلْ لجيران الغضا آهٍ على … طِيبِ عيشٍ بالغضا لو كانَ داما

حَمِّلوا ريحَ الصَّبا نَشرَكُمُ … قبلَ أن يحمِلَ شيحًا وثُماما

وابعثوا أشباحَكُمْ لي في الكَرى … إنْ أذِنْتُم لجفوني أن تناما

وقال: [من الطويل]

صحا القلبُ لكن صبوةٌ وحنينُ … وأقصَرَ إلَّا أن يخِفَّ قَطينُ

وقال: [من الطويل]

قالوا يكونُ البَينُ والمرءُ رابِطٌ … حشاهُ بفضلِ الحزْمِ قلتُ يكونُ

وقد يُضمِرُ القلبُ الصَّرامةَ لو وفى … ويصدُق وعدُ الصبرِ ثم يَمينُ

دعوني فلي إن زُمَّتِ العيسُ وقفةٌ … أُعلمُ فيها الصخرَ كيفَ يلينُ

وخلُّوا دموعي أو يقال نعم بكى … وزفرةَ صدري أو يُقال حزينُ

فلولا غليلُ الشوقِ أو دمعةُ الأسى … لما خُلِقَتْ لي أعينٌ وجفونُ

وجوهٌ على وادي الغضا لا عَدِمْتُها … وكلُّ عزيزٍ بالجمالِ يهونُ

تشبَّثْتُ بالأقمارِ عنها عُلالةً … وباناتِ سَلْعٍ والفروقُ تَبينُ

وعَوَّذني عَرَّافُ نجدٍ بذِكْرِها … فأعلَمني أنَّ الغرامَ جنونُ

تَعوَّدَ داءً ظاهرًا أن يَطُبَّهُ … فكيفَ لهُ بالدَّاءِ وهْوَ دفينُ