للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليفة، وكان أخو هبة الله أبو القاسم وَزَر (١) لجلال الدولة مرارًا، وكان حافظًا للقرآن، عالمًا بالأخبارِ وأيامِ الناس، خُنِقَ بِهِيت في جمادى الآخرة.

ولم يحجَّ أحدٌ من العراق ولا من الشام ولا من مصر.

و [فيها] تُوفِّي أبو الفتوح الحسن بن جعفر، العلوي، أمير مكة.

وفيها استوزرَ أبو نصر بنُ مروان صاحبُ ميَّافارقين أبا نصر محمد بن محمد بن جَهير -وكان من الموصل- صهرَ ابن أبي العقارب رئيس الموصل، فجرَتْ بينهما مشاحنةٌ أورثَتْ عداوةً، وكان ابنُ أبي العقارب حاكمًا على الموصل، فأرسل إلى قِرْواش، وقال: لا بُدَّ من إخراجه. فأخرجه، فمضى إلى ميَّافارقين، فاستوزره ابنُ مروان ولقَّبَه كافي الكُفاة، فساس الأمور، وأحسن إلى الناس.

وكان كريمًا مِفضالًا مُمدَّحًا، امتدحه الشعراء؛ ابنُ حَيُّوس والخَفاجي وغيرُهما، وراسل الخلفاءَ والملوك، وحمل دولة بني مروان، ووَزَر للقائم، وسنذكره.

وفيها تُوفِّي

أحمد بن عبد الله (٢)

ابن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو نُعيم الأصفهاني، صنَّف الكثير، وكان يميل إلى مذهب الأشعري ميلًا كثيرًا.

قال الخطيب: كان يخلط المسموع بالمجاز له ولا يوضح أحدَهما من الآخر.

وقال عبد العزيز النَّخْشبي: لم يسمع أبو نُعيم مسندَ الحارث بتمامه من أبي بكر بن خلَّاد، فحدَّث به كلَّه.

وتُوفِّي في ثاني عشر المُحرَّم بأصبهان، أسند الحديث عن جماعةٍ، وروى عنه حَمْد بن أحمد الحداد كتاب "الحلية"، وقد أودع كتاب "الحلية" الأخبارَ الموضوعة، والأحاديثَ الباطلة، ولم يُبيِّن الصحيحَ من السقيم، وسجع في تراجم الرجال سجعًا


(١) المثبت من (ف)، وفي باقي النسخ: وزير.
(٢) المنتظم ١٥/ ٢٦٨، وصفة الصفوة ١/ ٢٠ - ٣٢. وتنظر بقية مصادر الترجمة في السير ١٧/ ٤٥٣.