للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ختن أبو كاليجار ابنَه أبا منصور ختانةً مخفيةً، ولم يشعر بها أحد، وذلك بشيراز، وعمِلَ للنساء سِماطًا ذُبحَ فيه ألفٌ ومئةُ رأس من الغنم، ومن الدجاج خمسة آلاف، ومن الحلوى خمس مئة جام، ومن الفواكه ألف سلة، وحصل للخاتن ما قيمتُه ألف دينار.

وفي رجب عاد جلال الدولة إلى بغداد، وزادت دِجلةُ زيادةً عظيمةً، بحيث دخل الماء من الرواشن، وعاين الناسُ الهلاك، وكان الماء تسع عشرة ذراعًا، وغرق من بلاد العراق عشرون ألف كُرٍّ من الغلَّة.

وفيها تُوفِّي

الأجلُّ العادل بَهْرام بن مافنَّة (١)

ابن سهل، أبو منصور، وزير أبي كاليجار، وولد بكازْرُون سنة ست وستين وثلاث مئة، ونشأ عفيفًا، وعمل بفيروزآباذ (٢) خزانة كتُبٍ تشتمل على سبعة آلاف مجلد، فيها أربعة آلاف ورقة، بخطِّ أبي علي وأبي عبد الله ابني مُقْلة، وتُوفِّي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الأولى (٣) في داره بشيراز بعد عوده من سيراف، وكان مُهذَّبُ الدولة هبةُ الله بن الفضل نائبًا عنه، فكتم موتَه، ودعا وجوهَ الدَّيلم والأتراك إلى داره، ثم خرج إليهم كأنه من عنده، وقال: العادل يقول: قد عرفتُم جميلي إليكم، وحقوقي عليكم، وأنا في غمرات هذه العِلَّة العارضة لي، ولستُ أدري إلى أيِّ شيء يُفضى بي، وفي داري مالٌ وثيابٌ ومتاعٌ وأثاثٌ وغِلمان، وفي إصطبلي دوابُّ وبغال، فإن حسَمْتُم الأطماع عنه وحرستموه ومَنعْتُم منه، ثم تفضَّلَ الله بالعافية لم تَعْدَموني حَسنَ المكافأة، وإن تكن الأخرى فجميعُ ذلك للسلطان، وهو مالكه والمطالبُ بقليله


(١) الكامل ٩/ ٥٠٢.
(٢) في (خ): بروزباذ، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في المنتظم ١٥/ ٢٨٢، والكامل ٩/ ٥٠٢، والترجمة فيهما باختصار.
(٣) في (ف): الآخرة.